يحدث في #غزة ..
جاء الإتصال من الضابط في جيش العدو الاسرائيلي، أنتَ فلان ؟
_ نعم أنا
اعطِ الهاتف لأخيك الجالس بجوارك الأن، أريد أن أُحادثه .. لم يتأخر الرجل كثيرًا، قذف الهاتف في وجهِ أخيه دون أن تنطق الشِفّة ..
_ ألو معك جيش الدفاع الاسرائيلي، أنت الآن في منزل أخيك، والمنزل مليئ بأهلكِ، هل تُفضل الموت بمفردك، أم تموتوا جماعة.
كل هذا والرجل يستمع لما يقوله الظابط الاسرائيلي، حتى استقر الأمر في ذهنه، وأجابه: حسنًا، مُشكلتكم معي أنا وحدي، وليست مع أخي وأولاده والجيران ..
_ إذًا عليكَ مغادرة المنزل الأن، والإبقاء على الاتصال مفتوحًا، ستموتُ وحدكَ بصاروخٍ لا شريكَ لكَ في شظاياه ..
نظر الشهيد الحي إلى الجميع، في نظرِ حنوٍ لا مثيل لها، أتته تلكَ الطمأنينة التى تدب في القلب ساعة السجود، وقبض على كف يده، وخرج مُهندمًا، يمشي وآثقًا مُكلل بغار الأبديةِ، كمن يسيرون إلى حتفهم باسمين، دون أن يُخبر أحدًا سوى أخيه، وظل أخوه في حالةٍ لا تُكتب ..
سار الرجل إلى مكانٍ فارغٍ من الناس، ونظر إلى السماء، يستقرء مكانه الجديد، وخرجت من فمه ابتسامة امتلأت بها السماء، وفي لحظةٍ طار الحمام من حوله، بعد أن عُبئ المكان بغُبارِ صاروخٍ مر على جسده الطاهر، فعاش حيًا وإلى الأبد
نقلاً عن الأستاذ محمود جودة