مـاذا يُـهيجُك إن صبرتَ لـوقعة الـطف الفضيعه
أتــرى تـجئ فـجيعةٌ بـأمضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسينُ على الثرى خيلُ العدى طحنت ضلوعه
قـتـلـته آلُ أمــيـة ظـام إلى جنب الشريعة
ورضـيعُهُ بـدم الـوريد مـخضبٌ فاطلب رضيعه
السلام على عبد الله بن الحسين ، الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه.
عبد الله الرضيع ( عليه السلام )
ابن الإمام الحسين ( عليه السلام )
اسمه ونسبه :
عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
أمّه الرباب بنت القيس الكلبية .
قصة شهادته ( عليه السلام ) :
عاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع ( عليه السلام ) قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء .
فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة .
ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ( عليه السلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس .
فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال ( عليه السلام ) :
أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار .
فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .
عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله ) وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .
يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه .
فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .
فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة .
وعندئذٍ وضع الحسين ( عليه السلام ) يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا :
اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم .
فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟
قال ( عليه السلام ) : بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .
سيخاطب الإمام بقية الله (عجل ) أهل العالم عند قيامه وظهوره ويقول : يا أهل العالم ما ذنب هذا الرضيع أن يذبح في حجر أبيه .
قال الشاعر:
لا ضـيـر فــي قـتل الـرجال وإنما قتل الرضيع به الضمير يضام
طـلب الـحسين الماء يسقي طفله فـإستقبلته مـن الـعداة سـهام
عظم الله لك الاجر يا مولاي يا صاحب الزمان عج بمصيبة رضيع الحسين عليه السلام