النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

المونولوج

الزوار من محركات البحث: 201 المشاهدات : 1337 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    الموسويه
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: ذي قار
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,768 المواضيع: 236
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 607
    مزاجي: حـــــزيـــــنــــــه
    المهنة: طالبه جامعيه
    أكلتي المفضلة: دولمه
    موبايلي: IPhone
    آخر نشاط: 22/September/2016
    مقالات المدونة: 3

    المونولوج

    المونولوج كأحد أساليب السرد القصصي
    أولاً: كبناء دراميّ في السرد:
    يتأسس المونولوج داخل المحكي على مسار درامي يقوم على رص لبنات النص وفق استراتيجية البوح/ البوح بآلام الذوات والأصوات التي تغذي حركية الحدث وديناميته. ويشتغل المونولوج كبنية سردية ترصد بواطن الشخصيات على فضاءات متعددة في المؤلّف، ويشغل حيزا مهمّا داخل القصة أو الرواية، وهو" تكنيك يمكّن الكاتب الروائي من أن يقول عن الشخصية ما لا يُقال وأن يُري القارئ منها ما لا يُرى"، ويشكل آلية سردية تبني الحدث وتكشف معالم الشخصية ورؤيتها للعالم، وخريطتها الجوّانية، وترسم صورة شاملة للذات المتشظية الملسوعة بفوضى الوجود، وتلتقط ذبذباتها وأنينها في سرد داخلي Homodietique يفجّر مكبوتاتها وعذاباتها. يرصد المونولوج في القصة أو الرواية هذا التشظي الذاتي عبر خطّية سردية دلائلية تتمفصل وتتمظهر في:
    1- المقابلة الإكلينيكية وبداية المشهد الدرامي:
    كأن يتم تجسيد لحظة المقابلة الأولى كعرض حوار مثلاً بين السارد والشخصية الرئيسة - من خلال هذه حدث استكشافي داخل العمل- يتمثل في بدايات المشهد الدرامي الذي سيمهد للمونولوجالداخلي المسرود، والذي سيكشف لاحقا عن المحكي النفسي للشخصية البطلة، وربما عن معاناتها من واقع مرير تحياه، وهروبها منه إلى اللاواقع، وكذا تقلبات الشخصية النفسية وغربتها داخل ذاتها.
    2- المونولوج واستراتيجية البوح:
    يخلق المونولوج حركية تمتع المتلقي وتجذب انتباهة وتؤثر في المنجز النصي بالقصة أو الرواية"وللحظات قليلة"، لكونه يستنطق أغوار الذات البشرية، ويعرض صوتها بصورة صارخة تفضح وقائع الماضي المأساوي، وقد يشرح المونولوج هذا الواقع عبر عدة متواليات سردية تتمثل في وجهة نظري بالآتي:
    • التعامل بين الشخصية الرئيسية وبعض الشخصيات داخل الحدث النوعي بالقصة أو الحدث التكنيكي الروائي.
    • تفسير الحس الداخلي ومعاناة بعض الشخصيات كالكره أو التواتر النفسي الحب او الغيرة أو الحقد أو الاحساس بالغربة والوحدة بين الأهل، وفقد الدعم المعنوي عند شخصيات العمل المعروض، وتفسير بعض سلوكيات الشخوص داخل متن العمل.
    • معاناة القسوة والتفرقة، أو الكيد لحدث ما وترتيب الشر لآخر يكرهه.
    • التفكير في الموت أو التفكير في ممنوع مثلاً ضد العادات والتقالية والأعراف.

    وهذا المونولوج ينبني أساساً على استراتيجية البوح النفسي، التي تبدو فيما يلي:
    أ/ سخرية البوح/ بوحِ واقعِ الماضي: يجسدها بوح الماضي المقيت والبغيض الذي يبدو للشخصية الرئيسة واقعا مزعجا يمثل جزءً مُؤَرّقاً من حياتها، وقد وظفت السخرية في التعبير بالقول عن شعور أو حس غريب نحو شخص غير مناسب ككره الأب أو الأم مثلاً، أو الأخ والأخت.. حيث يتم إشراك المتلقي بلاوعيه في ذلك الحس في واقعٍ واضح مختلّ القيم لا يتطلب التيقن منه لا لشيء كالسخرية منه؛ لانعدامِ المثُل والمبادئ التي تبنى عليها أُسوتُها الحسنةُ .
    ب/ البوح بتذويت الذاتية Subjectivation de la Subjectivite: والمقصود بهذا التذويت أن "الذات تقدَّم من وجهة نظر الذات، هذا دون أن تكفّ الذات المعنية عن وجودها كذات" لها كينونتها وخصوصيتها في مختلف تصرفاتها والميل إلى الأنانية، وأحقيتها في كل ما تقوم به من أجلها فقط، ومن خلال هذا التذويت تُفصح الشخصية الرئيسة في القصة أو الرواية عن ذاتها المتألمة بضمير المتكلم المفرد والجمع، الذي يرتبط أساسا في جزء كبير في بالقصة أو الرواية وملفت للانتباه بالسرد السير- ذاتي والمحكي الأوتوبيوغرافي، هذا الضمير يجعل للذات الساردة خريطة أوتوبيوغرافية تستعرض فيها أحداث الماضي، فتسترجعها أحيانا في نوع من الأسى والحزنحينا، وأحيانا بالاستعذاب والحنين والانتشاء.
    3- المونولوج والتماهي الحكائي:
    يعتبر التماهي الحكائي مؤشرا دلالياً على تطور السرد والكتابة السردية في هذه الرواية، فهو يتتبع حالات الشخصيات النفسية وتطور الأحداث، إذ تنطلق شرارتها من الحكاية الأصلية ثم تنبثق منها حكايات فرعية أخرى وتتدفق لتخلق دينامية جديدة للمنجز السردي، وقد تسبب ارباكاً لخريطة انتظار المتلقي، ويمكن التمييز في الكتابة السردية المعاصرة بين تماهيّين:
    الأول هو التماهٍ القصدي: وفيه "يحضر المؤلف بقوة ويحضر الخارج (المعطيات الخارجية: سياسة، اجتماع، أحداث تاريخية) ..
    والثاني هو التماهٍ السياقي: وفيه يعتمد المؤلف السارد على حكاية واضحة ومركزية تنمو وتتطور في علاقتها بحكايات أخرى تتداخل معها سياقيا بأحد الأشكال المتعددة والمختلفة كالأحلام والاستذكارات والاستيهامات"،
    وهذا التماهي في "لحظات لا غير" يغذّيه المونولوج بشكل كبير ويسهم في تشكيل معنى النص وتطوره. فإذا كان المونولوج حوارا داخليا فإنه يرصد الجانب الانفعالي والشعوري للشخصيات، من خلال حديثها مع نفسها، فإنه يعرف هنا تماهياً حكائيا بين (شخصيتين/ ساردين (تعرضان تقاطعا تعريفيا للمتلقي في محكيِّ كلِّ (شخصيةٍ/ ساردٍ)، وتشابها كبيرا بين السرد والمسرود؛ كبرود عاطفي من حبيب نحو حبيبته مثلاً. فإذن التماهي بين الأحداث الخاصة بكل شخصية يجعل من الحوار الخارجي المباشر بين الشخصيتين حوارا واحدا متماهيا أو بالأحرى مونولوجا مُصرّحا به، لانتفاء الحدود والأسرار بينهما لكون البطل يفصح عن بواطنه وآلامه من الواقع وكون عمله مثلاً يفرض عليها الاطلاع على مونولوج شخص آخر ( كالطبيب والمريض) بقصد ية العلاج، وبالتالي ليس هناك داعٍ للكتمان والتواري، فيصبح الحوار المباشر بالتماهي وبشكل غير مباشر مونولوجا مباشرا.
    ويحضر التماهي الحكائي في الرواية في تداخل المحكي داخل الحكاية الأصل، يمكن استعراضه عبر هذه الحكايات والاسترجاعات كالتالي(حكايات البطل مع الشخوص بالعمل القصصي- استحضار حكاية ذاتية لحادث مر بالسارد"اعتداء سرقة ، دماء، فرح ، موت، هروب شخص ما" – استذكار صورة حدثية تؤثر في السارد حسياً"صورة فنية، صورة قتيل ، صورة طفل، صورة امرأة جميلة").
    وقد يحضر التماهي الحكائي أيضا باستذكار الأشعار وأقوال الفلاسفة والحكماء، والأمثال الشعبية مثلاً التي تناسب المواقف في الأحداث القصصية. وقد يحضر التماهي الحكائي على شكل أحلام تعبر عن مكنونات النفس لدى الشخصية الساردة.
    يشتغل التماهي الحكائي في الرواية كسَننٍ تخييليّ حديث، يتبنى التجديد والمغايرة السردية في صيغ السرد وطرائقه، ويبلور المحكي الروائي بطريقة تغني النص وتثريه بما هو خارجي وداخلي، وترصد الأوضاع السوسيو رمزية للمتكلم في المتن الحكائي، والعلائق النفسية القائمة بين السارد والساردة اللّذيْن يتحدان في مونولوج مُفْصَحٍ عنه، يستغور باطن الشخصيات وتعلن فيه الذات عن غربتها وقلقها وأنينها من الواقع الذي انعدمت فيه قيم الحب ومعالم المبادئ والانسانية.

    4- المونولوج وعنف المتخيل:
    يشتغل المونولوج في المنجز السردي كمحرك أساس لأدوار الشخصيات، ويسند لها السرد فيما يشبه لعبة المرايا، فبدل أن يكون السارد هو المحرك الأول لمكونات النص الورقية، تكون الشخصية نفسها الساردة الناطقة عن نفسها وآلامها وطموحها وقلقها، باستبطان الدواخل والتحدث عنها بنوع من التلقائية والتعالي على المتلقي سيما في مونولوج الشخصية
    وفي النهاية فإن المونولوج الداخلي:
    وقبل أن يكون أسلوبًا وشكلاً تعبيريًّا أدبيًّا، يعد هو الحوار الداخلي الذاتي الرامي إلى معرفة النفس من خلال استنطاقها عن مكنوناتها التي تطلب التحقق؛ هو، في جوهره، معاينة أنفسنا على ما نحن عليه فعلاً، وليس على ما نتمنَّى أن نكون. إنه قبول نفسنا كما هي، بخيرها وشرِّها، بنورها وظلامها. فوحده هذا القبول هو السبيل إلى المصالحة مع النفس والخروج من مآزقها.
    من هنا يجئ استعمالُ المونولوج الداخلي في السرد القصصي ربما عفو الخاطر، كوسيلةً للتعبير عن العالم الداخلي للإنسان. وحتى الحوارات، على قصرها النسبي قد تأتي كأشبه ما تكون بتحاوُر جوانب متعددة في شخصية إنسان واحد، يجسِّدها كلٌّ من الشخصيات (كأنْ يتحاور الجانب المذكر في الإنسان مع جانبه المؤنث – الأنيموس animus والأنيما anima، على التوالي – مع الأنا، على حدِّ اصطلاح كارل يونغ؛ أو الأنا مع صورة الأب أو صورة الأم؛ إلخ).
    المونولوج، إذن، في السرد القصصي قد يكون وليد المصادفة. وقد يسكون تراتيبياً فإنْ كنت تسبر فيها إمكانات العودة إلى الذات كسبيل لا بدَّ منه للتأثير على الواقع، في بُعديه الفردي والجماعي، فالمونولوج هو الشكل الأمثل للتعبير عن هذه العودة التي ليست إلا تحقيق انقلابا داخليا ووعي لما تنشده.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,184 المواضيع: 343
    التقييم: 1702
    مزاجي: عادي
    أكلتي المفضلة: السمك الشوي
    موبايلي: دوز كور
    آخر نشاط: 23/October/2016
    شكرا لك ليش باللون الابيض ضللت النص وكدرت اقرا محتواه

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,335 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11955
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 2 أسابيع
    مقالات المدونة: 19
    شكرا ع الطرح بس لويش بلون الابيض اني همينة ضللت يلا كدرت اقراه

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال