عنق الزجاجة
السكانية هي ظاهرة يَنخفض فيها العدد السكانيّ لمجموعة من البشر أو الحيوانات بشكل كبير، أحياناً إلى حافَّة الانقراض. يُمكن أن تسبب حدوث هذه الظاهرة عدة عوامل، مثل الكوارث الطبيعية والصيد حتى الانقراض وتدمير المواطن الطبيعية الذي يُسبب موت المخلوقات والكائنات الحية في الأنظمة البيئية.
تتسبب ظاهرة عنق الزجاجة السكانية بانحدار في تجميعات مورّثات الجماعات السكانية من الكائنات الحية، بالتوازي مع انحدارٍ في الأليلات (التمايز الوراثي). تتمثَّل في حدوث هذا التناقص بالتمايز الوراثي خطورةٌ كبيرة بالنسبة للجماعات السكانية المتبقّية،[1] لأن التمايز الوراثي هو ما يجعل الكائنات الحية قادرةً على التكيف مع التغيُّرات البيئية من حولها، مثل تغير المناخ أو نضوب الموارد المتاحة، وبذلك ستصبح جماعات الكائن الحيّ السكانية شديدة الحساسية لأي تحوُّرٍ في محيطها الطبيعي وستكون مهدَّدة بالانقراض بشدة عند أيّ تغير.[2]
بعد ظاهرة عنق الزجاجة السكانية يُواجه السكان الباقون من الكائن الحيّ مستوى أعلى من الانحراف الوراثي، وهو عبارة عن سلسلةٍ من التقلُّبات العشوائية في مستوى الأليلات عند السكان. عند السكان قليلي العدد، تواجه الأليلات (نادرة الظهور) فرصة أكبر بالاختفاء، ممَّا يَحد أكثر من وُجودِ تجميعات المورثات عندها. ويُمكن نتيجة لفقدان التميز الوراثيّ أن يُصبح السكان الجدد متميّزين وراثياً عن السكان الأصليين، وهذا يَقود بدوره إلى فرضية أن عنق الزجاجة السكانية يُمكنها إنتاج أنواع جديدة من المخلوقات الحية.[1]
من الأمثلة الأكثر شيوعاً لحالات عنق الزجاجة السكانية وصول نوعٍ من الحيوانات إلى حافة الانقراض، ثم إعادة إكثاره من جديد على أيدي علماء البيئة. فحتى لو نجحت إعادة الإكثار بإنقاذ الحيوان، فإن مورثاته ستفقد تمايزها الوراثي، وسيصبح حساساً جداً للانقراض بمجرد انتشار أي مرضٍ أو وباءٍ أو حدوث تغير بسيطٍ في المناخ. تجعل هذه المشكلة إنقاذ الحيوانات المهددة بالانقراض مسألة شديدة الصعوبة، لأن هذه الحيوانات ستظل مهددة حتى بعد إعادة إكثارها. من أمثلة ذلك البيسون الأمريكي وفقمة الفيل الشمالية وغيرها من الحيوانات.
منقول