فائز الوائلي / راديو المربد
قصة من ضحايا التهجير القسري بطلتيها (ايمان) التي تبلغ من العمر 30 عاما وشقيقتها الأصغر (جهان) بعمر تجاوز الخامسة والعشرين، هاتين الفتاتين وضعتهما الأقدار في مصير مجهول حين فقدتهما عائلتهما الشبكية خلال رحلة التشرد والهجرة من ناحية برطلة في الموصل، بعدما اجبرتها عصابات داعش حالها حال آلاف العوائل الشبكية للنزوح تحت التهديد بالقتل وسبي النساء، مادفع العائلة ان تحط رحالها بمحافظة واسط حيث الملاذ الأمن بعيدا عن أساليب القتل والترهيب الذي مارسته عصابات الموت.
الوالد المفجوع سلمان مجيد روى لمراسل راديو المربد قصته بعد وصوله إلى مدينة الكوت، مع ما تبقى من افراد عائلته دون ابنتيه ايمان وجهان، موضحا انهما باكرين ولاتعرفان التكلم باللغة العربية.
وبين مجيد اسباب فقدان ابنتيه قائلا "حين سمعنا بقدوم عصابات داعش الى منطقة سكننا وسط رعب القصف العشوائي والنيران، قمت باركاب افراد العائلة بسيارتي الصغيرة التي لا تتسع لجميعهم حيث تم انزال الفتاتين لضخامة بنيتيهما على امل اركابهما بسيارة اخرى لاحد الاقارب".
مضيفا الى انه تمكن من الهرب لانقاذ عائلته باتجاه مناطق اكثر امنا بانتظار السيارة الاخرى التي من المفترض ان تكونا ايمان وجهان على متنها لكن السيارة لم تصل ولم يتمكن الاقارب من تجاوز تلك العصابات، حيث تقطعت السبل بهم، حينها ادرك ان ابنتيه اصبحتا في عداد المفقودين".
من جانبها تحدثت الوالدة خيرية علي، بنبرة مرتعشة وبحرقت قلب أم مفجوعة ما جرى لعائلتها ولعائلات أخرى، واصفة وصفت ما شاهدته بانه باب من ابواب جهنم حيث عمليات الذبح والقتل على الهوية.
واطلقت خيرية علي من خلال راديو المربد نداء استغاثة موجها الى كل من يسمع ندائها لمساعدتها في العثور عن ابنتيها او معرفة مصيرهما، معربة عن خوفها الشديد بان تقع ابنتيها بايدي تلك العصابات الدموية.
وفي السياق ذاته اكدت جمعية الهلال الاحمر فرع واسط انها قامت بابلاغ جميع المراكز التي تنتشر في عموم العراق عن حالة فقدان الفتاتين.
وقال احد اعضائها مصطفى سعد لراديو المربد ان جمعيته ارسلت تعميما الى الجهات المعنية يتضمن البيانات الخاصة بتلك الفتاتين اضافة الى ذكر اوصافهما، داعيا في الوقت ذاته جميع وسائل الاعلام نشر هذه القضية ليتسنى للرأي العام معرفة ما يحدث من جرائم ارتكبت بحق تلك العائلات الموصلية.
وبحسب وصف المتابعين لهذا الشأن فان عيون هذه العائلة مثل عيون الكثير من العائلات العراقية، شاخصتا ابصارها الى السماء تتوسل بطلب الامن والامان بعد ان عبثت عصابات داعش بمقدراتهم دون رادع اخلاقي او انساني في ابشع جريمة سجلها التاريخ باحرف سوداء.
http://almirbad.com/mobile/news/view...3-4f5064407b6e