ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ
ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺼﺒﻐﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻤﻞ
ﺍﻷﻡ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺆﻛﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺃﻭ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺘﺸﻮﻫﺎﺕ
ﺧﻠﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺻﺤﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﻨﻔﻲ ﺫﻟﻚ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ
ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﻨﺼﺢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ
ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺤﻤﻞ، ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ
ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﻛﻴﻤﺎﺋﻴﺔ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺘﺒﻊ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﺮ ﻟﻠﺠﻨﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌﺮﺽ ﺃﻫﻢ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ :
ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻜﻠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻴﺪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺒﻐﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺁﻣﻨﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺟﺰﺀ
ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﺼﺒﻐﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﻟﻜﻦ
ﻳﻨﺼﺢ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﻭﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻞ،
ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ ﺃﺑﺨﺮﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺨﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺿﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ، ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺯ ﺍﻷﻣﻮﻧﻴﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻪ
ﺃﺑﺨﺮﺓ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ .
ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻗﺪ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻭﻳﻌﺮﺿﻬﺎ
ﻟﻺﺟﻬﺎﺽ، ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻲﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺧﺔ . ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﻟﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻧﻔﺎﺫﺓ ﻗﺪ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺪﻭﺧﺔ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﺒﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻐﻂ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻧﺰﻳﻔﺎً ﻟﻠﺤﺎﻣﻞ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺗﻨﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻬﺎ .
ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ
ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻭ ﺗﻄﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻓﺮﻭﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺇﺫ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ
ﻭﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘﺴﺎﻗﻂ، ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﻏﺔ ﻗﺪ
ﻻ ﺗﻀﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺒﺎﻏﺎﺕ، ﻓﻜﺒﺪ
ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻭ ﻛﻠﻴﺘﻴﻪ ﺗﻜﻮﻧﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺿﺠﺘﻴﻦ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ
ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻬﺎ .
ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻍ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻠﻖ، ﻷﻥ
ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻮﻧﺎً ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻕ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﻣﻞ
ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻠﻮﻳﻦ ﺷﻌﺮﻙ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ، ﺃﻭ
ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻚِ ﻗﻠﻘﺎً ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ .
ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﻏﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، ﻣﺜﻞ ﺗﻔﺘﻴﺢ ﻟﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﻼﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟـ " ﻫﺎﻱ ﻻﻳﺘﻨﻎ" ، ﺃﻭ
ﺻﻨﻔﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮ . ﻳﻘﻮﻡ ﺟﺴﻤﻚ ﺑﺎﻣﺘﺼﺎﺹ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻠﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ
" ﻓﺮﻭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ " ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﻌﺮ . ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺃﻳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ،
ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺼﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻔﺮﻭﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﺗﺨﻔﻒ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ . ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺻﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺒﻐﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻛﺒﺪﻳﻞ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺃُﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪّ ﺁﻣﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً
ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﻖَ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻔﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ