ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻷﺥ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﺖ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻮﻟﺪﺍﻥ
ﻟﻸﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﻓﺔ، ﻭﺗﺪﻓﻊ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺇﻟﻰ
ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﻮﻗﻔﻬﻤﺎ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻬﻼً ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻭّﻝ، ﻭﻳﻤﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻮَّﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻷﻭّﻝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷُﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻭّﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺑﺄﻥ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ
ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ، ﺃﻭ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﺑﺤﺠﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻭﻣﻬﻤﺎ
ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻓﺈﻥّ ﻛﻞَّ ﺗﻐﻴّﺮُ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ،
ﻛﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﻑ، ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺪَّﺓ ﻟﻜﺴﻮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ، ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺑﻮﻗﺖ
ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻌﺞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺑﺄﻳّﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻷُﻡِّ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺣﺪﻩ .
ﺛﻢّ ﺗﺘﻢ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ، ﻓﻴﺮﻯ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻷُﻡّ
ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻗﻠّﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺧﻒَّ
ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻳﺤﺲ
ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻷُﻡ ﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻳﺸﻌﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺘﺒﺪﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﺪﻳﻤﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﻧﺸﺄ
ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺇﻗﻼﻝ ﺍﻷُﻡّ ﻟﻼﺑﺘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﺃﻭ ﻣﻦ
ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤّﻠﻪ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ
ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻛﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻨﺰﻫﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ، ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ،
ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻮﻟﻮﺩﻫﺎ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺗِّﺒﺎﻉ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ
ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ ﻣﻌﺎً، ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻼً ﺃﻥ ﺗُﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻏﻴﺮﺓ
ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ، ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﻗﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻸُﻡ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻟّﺎ ﻳﻄﻐﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻱ ﺑﺎﻟﺴﻤﻮِّ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺇﺫ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ .
ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻏﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺎﺕ
ﻏﻀﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﺳﺘﻴﺎﺀ ﻭﻏﻴﻆ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﺐ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠِّﻲ ﺑﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﺤﻖّ ﺃﻥّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺍﻷُﻡ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻻﻣﺘﻌﺎﺽ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻌﻞّ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﻞٍّ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻒ
ﺍﻷُﻡ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻻﺳﻴّﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻟّﺎ ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻷُﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﺃﻭ
ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟِﻜَﺒﺢ ﻏﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ،
ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻮﺭﺛﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺭّﺓ، ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ،
ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷُﻡ ﻭﻧﻤﻮ ﻃﻔﻠﻬﺎ
ﺍﻷﺻﻐﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷُﻡ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﺪﻯ ﻃﻔﻠﻬﺎ
ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ