يبدو أن واشنطن مقبلة على مزيد من الانخراط في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وذلك بعد انتشار الفيديو الذي يظهر قتل الصحافي الاميركي جيمس فولي على يد احد قياديي التنظيم والذي يُعتقد أنه بريطاني الجنسية ، حسب تأكيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي أعرب عن صدمته مستبعداً لجوء بلاده الى تدخل عسكري في العراق.
موجة الغضب الاميركي المتنامية بسبب قتل الصحافي جيمس فولي ترجمتها واشنطن الى ردود افعال تذهب باتجاهين، أحدهما يزيد من مستوى العمليات الميدانية ضد تنظيم داعش. كما طالب السيناتور جون مكين، بزيادة ِ الضرباتِ الجوية ضدَ التنظيم وتوسيعها لتشمل العراق وسوريا.
فيما يذهب الاتجاه الآخر بتجفيف الموارد التي تزيد من قوة هذا التنظيم وخصوصا تلك التي تزوده بالمقاتلين من مختلف دول العالم.
وفي هذا الاطار، أعلنت واشنطن نيتها تنظيم قمة دولية الشهر المقبل لمناقشة خطر المقاتلين الأجانب الذين يشاركون في النزاعات الاقليمية، وذلك حسب المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف التي قالت ان أكثر من اثني عشر ألف اجنبي يقاتلون حاليا في العراق وسوريا وانهم يشكلون خطرا على المجتمع الدولي.
أما ميدانيا، فان الاصوات بدأت ترتفع بقوة في دوائر القرار الأميركي مطالبة بدفع مزيد من القوات المقاتلة الى العراق للحرب ضد داعش، فيما تحدثت المعلومات عن تغيير سياسات واشنطن في المنطقة حيث تحولت بعض الخطوط الحمراء الى خضراء وذلك بفعل الخطر الكبير الذي يشكله تنظيم داعش.
فالادارة الاميركية لم تعد ترفض التعاون مع ايران في الحرب ضد داعش. وليس بعيدا من ذلك، تحدثت معلومات مسربة عن تعاون ميداني وتبادل للمعلومات بين الجانبين الاميركي والسوري وهو ما ادى الى تنشيط الضربات الجوية السورية ضد داعش في المناطق المحاذية للحدود العراقية وحلب لتبلغ أكثر من مئة واثنتين وعشرين غارة في يوم واحد.
ويؤكد خبراء عسكريون أن اميركا ستكون مضطرة لمزيد من التعاون مع ايران وسوريا في اطار الحرب ضد داعش بسبب تواصل التدفق لمقاتلي هذا التنظيم الذي مازال لم يفقد قدرته على القيام بمزيد من محاولات التوسع.