اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السَّلامُ عَلى المَنْحُورِ في الوَرَى ، السَّلامُ عَلى مَن دَفنَهُ أهْلُ القُرَى ، السَّلامُ عَلى المَقْطُوعِ الوَتِينِ
يآلثآرآت الحسين
يا ابني يا جاسم هالوقت حيلك لعمك ضمه لهالوقت أنا ذاخرتك بالك تخيب ظنوني
هز الرمح وتكنى وقلها يا والدة دعيلي رايح أنا يا والدة من غير ما تقوليلي
8 من شهر محرم، موعد اليوم المخصص للقاسم بن الحسن بن علي، يشتعل الحزن على مدى الظلم والوحشية التي تعرض لها الإمام الحسين في كربلاء. هو موعد لزفاف منتسبي ثورة الإمام الحسين للقاسم، على عروسه، كما تمنت أمه رمله، وكما تتمنى كل أما أن تزف أبنها حين يبلغ شبيبته بحسب عصره، لعروسه، يزفه منتسبي هذه الثورة لعروسه، بدلاً من الزفاف إلى الموت، الذي ذهب إليه القاسم حباً وطواعية يوم العاشر من المحرم.
ليس ثمة شك بجمال القاسم بن الحسن المظهري، فهو شبيه اسلاله، وكذا في جمال روحه، وسموها؛ فكل مواقفه كانت مؤشراً على ذلك.
هو القاسم الذي لم يتجاوز 13ربيعاً، لم يتوان حين تجمهرت العساكر السوداوية على عمه، عن الذود عنه...عن الذوذ عن ثقافة أن تكون إنسان حرا شامخا، لا أن تكون خانعاً للجور.
وليس ثمة شك آخر، في أن التمعن بالثورة الإنسانية هذه، يشعل الشموع بين ثنايا القلوب، تنيرها، وتشعلها بالأمل، كما في رمزية زفاق القاسم بن الحسن التي يؤديها ويمارس مراسيمها المحبين له.
. . إستشهآد القآسم بكربلآء . .
إن تنكروني فأنا ابن الحســن نجل النبي المصطفى والمؤتمن
هذا (حسين) كالأسير المرتهـن بين أناس لا سقوا صوب المزن
جاء في كتاب مقاتل الطالبيين
حدثني احمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن نصر قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمر بن سعيد عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر في يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنس أنها اليسرى
فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الازدي : والله لاشدن عليه ، فقلت له : سبحان الله وما تريد إلى ذلك ، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب قال والله لاشدن عليه فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه . قال : فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر ثم شد شدة الليث إذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق ثم تنحى عنه وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين
ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها وجالت فتوطأته فلم يرم حتى مات . لعنه الله وأخزاه - فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه وحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم قال : عز على عمك ان تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره ، وقل ناصره
ثم احتمله على صدره وكأني أنظر إلى رجلى الغلام تخطان في الارض حتى القاه مع ابنه علي ابن الحسين فسألت عن الغلام فقالوا : هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم اجمعين .
وهكذا استشهد الفتى الغلام زين الشباب وعريس كر بلاء (القاسم بن الحسن) عليه السلام . لقد آلي على نفسه منذ أن فارق أباه الدنيا وأصبح في رعاية وكنف عمه الحسين أن يكون للحق قوالا وللعدل فعالا وللهيجاء نزالا. لا يرهب الموت ولا يخشى الأسنة يرغب الآخرة ولا يبكي على الدنيا. إنها الدنيا التي قال لها جده أمير المؤمنين الأمام (علي) عليه السلام : دنيا غري غيري.
لم يكن آل البيت طلاب دنيا ومحبي سلطان بل كانوا رواد حق وعدل منحوا وجود أمة الإسلام أصدق وأسمى الأمثلة ومهروا استمراريتها وخلودها بدمائهم الزكية الطاهرة وأضاؤوا لها بأرواحهم سبل الرفعة والجد. وما(القاسم بن الحسن) عليه السلام إلا سيف من سيوف جرد من غمده وسل من قرابه فلمع كالشهاب المضيء في ذلك اليوم المظلم : يوم كر بلاء . مظلم على أعوان الباطل مشع بالنوار الوهاج الساطع لأعوان الحق وأصحابه.
رحم الله(القاسم بن الحسن) وأسكنه فسيح جنانه ورحيب رضوانه وأنزله من نعيمه أسمى المنازل وأرفعها.
(( أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ))
صدق الله العلي العظيم
عظّم الله أجورنا وأجوركم