فن الخياطة عبر التاريخ - نبذة تاريخية عن الخياطة
هونه رى درون له ميزوودا - كورته يه كى ميزوويى له سه ر درون
يعود فن الخياطه اليدوية إلى أكثر من 20.000 سنة من الزمن ..
صنعت أول إبرة خياطة من العظام أو قرون الحيوانات وأول خيط صُنع من عصب الحيوانات..
تم اكتشاف الإبر في قبور المصرين والمنازل المنحوتة قديماً .. بعض الإبر صنعت من عظم السمك والخشب والعاج وكانت سميكة وثقيلة بالمقارنة مع الإبر الموجودة هذه الأيام..
وعلى الرغم من أن بعضها يحتوي على ثقوب إما في نهايتها أو في الوسط فإن العديد منها مزود بخطاف في النهاية ..
وفي العصور الحديثة تم اكتشاف أن الهنود الحمر والقبائل البدائية كانت تستعمل العظام الرفيعة الموجودة في أجنحة الطيور كإبر لسحب الأعصاب عبر جلود الحيوانات لخياطة الملابس في الفصول الباردة ..
خلال العصر البرونزي تم اكتشاف أنه باستخدام مواد جديدة يمكن الحصول على أفضل وأصغر الإبر .. ومع ذلك فقد وجدت أبر كبيرة مصنوعة في اليونان تستخدم لتثبيت الفساتين الفضفاضة للنساء اليونانيات ..
أما بالنسبة للرومان فقد استخدموا الإبر المصنوعة من البرونز والعاج في العصر الحديدي وفي الحقبة المسيحية .. ومن المحتمل أن قلة منهم استخدموا الإبر المصنوعة من الفضة ..
وقد اكتشفت الدبابيس الصغيرة المصنوعة من الفضة في قبور سكان البيرو الذين عاشوا في العصر البرونزي والتي اكتشفها الأسبان..
يعتقد بأن الصينين هم أول من أجادوا فن صناعة الإبرة الفولاذية .. إلا أن بعض الباحثين يعزون نشأتها إلى الهند ..
وخلال العصر العباسي قام التجار العرب بمزاولة التجارة مع بلاد بعيدة من العالم للحصول على المعادن النادرة، حيث قاموا باستيراد الحديد المخلوط بشكل تقني مطور والذي كان يشبه الفولاذ من الهند ومن ثم قاموا بمعالجته وتشكيله ليصنعوا أدوات معدنية مختلفة مكملين بذلك فن صناعة الإبر في مراكز صنع الأسلحة في دمشق وطليطلة، تلك المدينتين التين حظيتا بالشهرة على مستوى العالم في صناعة السيوف والنصال ..
يعتبر فن صناعة الإبر الموجودة في يومنا هذا حكراً للعرب الذين بدؤوا بتجارتها في مناطق متفرقة من أوروبا ..
بقيت صناعة الإبر التي وصلت إلى أوروبا وغرب آسيا من قبل العرب سراً لغاية عام 1650 .. حتى ظهرت في إنكلترا عام 1650..
في البداية صنعت الإبر يدوياً وكانت عملية مجهدة إلا أنه فيما بعد تم تطوير آلات مدهشة لصنع ملاين الإبر وبدقة فائقة ..
وقد استمرت هذه العملية حتى هذا الوقت. في يومنا هذا تستخدم أدق الأنواع من الفولاذ المعالج كيميائياً بواسطة عملية متقنة والتي تستعمل لإنتاج أفضل الإبر في العالم وبحيث تمتاز بالصلابة والمرونة في آن واحد..
منذ العصور السحيقة والأبر تستخدم لتثبيت الملابس على الجسم. وكانت المشكلة تكمن في ثقب الإبر، إلا أن المصرين القدامى قاموا بحل هذه المعضلة بأن قاموا بصناعة دبابيس بطول ثمانية إنشات من البرونز برؤوس جميلة مزينة بالذهب. وقام اليونانيون والرومان بتعديل رؤوس الإبر لتأخذ شكل أفاعي وأحصنة أو أي تصميمات أخرى مجردة، واستخدموها لتثبيت أثوابهم وعباءاتهم على أجسادهم لأن الأزرار التي تثبت داخل الشقوق لم يكن قد تم اختراعها بعد..
أما بالنسبة للدبوس الجديد والآمن فلم يتم اكتشافه حتى عام 1825،حيث كان والتر هنت، وهو مخترع من نيويورك .. بحاجة ماسة لبعض المال .. فقام باقتراض خمسين دولاراً من أحد أصدقائه وقر الاستفادة من هذا المبلغ باختراع شيء يحتاجه العالم .. وكان ذلك الشيء الذي قر اختراعه هو الدبوس والذي يربط الأشياء ويثبتها بعضها وبنفس الوقت لا يسبب الوخز لمرتديه..
قام هنت برسم لوحة تخطيطية له خلال ثلاث ساعات لا غير وخلص إلى فكرة دبوس المشبك والذي يتألف من غلاف يغطي الرأس الحاد للدبوس وقام بعمل نموذج عن فكرته.. لكنه باع حقوق اختراعه مقابل أربعمائة دولار فقط .. فيما قيمة الفكرة تقدر بمليون دولار ..
لم يكن الدبوس الآمن آخر اختراع يخسره هنت في العام 1832 أي قبل خمسة عشر عاماً من إلياس هاو قام هنت باختراع ماكينة بسيطة للخياطة وطلب من ابنته أن تقوم بصناعتها إلا أن الابنة رفضت القيام بأي شيءمن هذا القبيل لأنه من الممكن أن تسبب هذه الماكينة في نهاية المطاف سلب آلاف الخياطات عملهن فوافق هنت ابنته الرأي وقام بإلغاء الفكرة على الفور..
قام المخترع وصانع الخزائن الإنجليزي توماس سينت باختراع أول ماكينة خياطة متكاملة عام 1790. وليس من المعروف إذا ما كان سينت هو بالفعل من قام بعمل النموذج الأصلي لاختراعه ..
ويتمثل اختراع سينت بكيفية كيفية قيام مثقب بعمل شق في الجلد وإدخال الإبرة من خلال هذا الشق .. إلا أن القطعة التي تم تصنيعها من اختراع سينت ونفذت وفقاً لرسوماته لم تنجح. .
في العام 1804 تم تسجيل براءة اختراع فرنسية باسم توماس ستون و جيمس هيندرسون تتعلق بماكينة تنافس الخياطه اليدوية .. وفي نفس العام تم تسجيل براءةاختراع باسم جون دونكان تمثلت في آلة تطريز مزودة بعدة أبر .. إلا أن كلا الاختراعين أثبتا فشلهما وأصبحا طي النسيان. .
أول ماكينة خياطة آلية عملية اخترعها الخياط الفرنسي بارثيليمي ثيمونيه في العام 1830، وتعتمد ماكينة ثيمونيه في طريقة عملها على خيط واحد وإبرة معقوفة لعمل نفس سلسلة الخيوط المستعملة في التطريز ..
وقد كاد هذا المخترع يقتل على يد مجموعة من الخياطين الفرنسين الساخطين الذين قاموا بحرق مصنع الألبسة الذي يملكه اعتقاداً منهم بأن اختراعه الجديد سيفقدهم عملهم ..
ثم جرى تسجيل أول براءة اختراع أمريكية عام 1846 للمخترع إلياس هاو الذي ابتكر عملية للخياطة باستخدام خيط من مصدرين مختلفين، وكانت ماكينة هاو مزودة بإبرة مثقوبة من النهاية، وتغرز الإبرة في القماش محدثة فتحة من الجانب الآخر لتحدث ما يسمى بالدرزة .. إلا أن إلياس هاو واجه فيما بعد مشاكل تتعلق بحماية براءة اختراعه وتسويق هذا الاختراع ..
استمر الياس هاو لمدة تسعة أعوام يحاول بجهد إظهار أهمية ماكينته وحماية اختراعه من المقلدين .. إلى أن جاء آخرون يعملون على إنجاز اختراعات خاصة بهم فأخذوا عن هاو آلية إقفال العروة التي اخترعها .. حيث قام إسحاق سنجر باختراع آلية الحركة صعوداً ونزولاً وقام آلن ويلسون بتطوير مكوك دوار مزود بخطاف ..
وفي ضوء تطور صناعة ماكينات الخياطه في تطريز ملابسنا مازال استخدام الإبرة في أحدث العصور مستمراً في
مجالات عدة .