التفكير الصافي و الإحساس العميق هذان هما عنصر الحياة الناجحة الموفورة المغانم
ليس لنا أن نكون عبيدا لأيما عاطفة فباستطاعتنا أن نربي نوعا خاصا من العاطفة
كما نربي نوعا خاصا من الصديق
التفكير الصافي و الإحساس العميق هذان هما عنصر الحياة الناجحة الموفورة المغانم
ليس لنا أن نكون عبيدا لأيما عاطفة فباستطاعتنا أن نربي نوعا خاصا من العاطفة
كما نربي نوعا خاصا من الصديق
يجب أن نفكر بذكاء و نعمل بعاطفة ومفاد هذا ان علينا أن نقرر بتفكير صاف
ونظر نافذ أي الأعمال جديرة بأن تعمل في الحياة
وأي الأهداف بأن يسعى من أجلها لنعود فنحشد في سبيل تحقيق هذه الأعمال
وإستشراف هذه الأهداف
لا طعم للفنجان إلا بنكهة الساحرة
أيها اليل الواقف بين أقزام الغيوم المغرب وعرائس الفجر المتقلد سيف الرهبة
المتوج بالقمر المتشح بثوب السكوت الناظر بألف عين إلى أعماق الحياة
المصغي بألف أذن إلى أنة الموت و العدم
أنت ظلام يرينا أنوار السماء و النهار نور يغمرنا بظلمة الأرض
انت أمل يفتح بصائرنا أمام هيبة اللنهاية و النهار غرور يوقفنا كالعميان في عالم المقاييس و الكلمة
أنت هدوء يبيح بصمته خفايا الأرواح المستيقظة السائرة في الفضاء العلوي
والنهار ضجيج يثير بعوامله نفوس المنطرحين بين سنانك المقاصد و الغرائب
أنت عادل يجمع بين جنحي الكرى أحلام الضعفاء بأماني الأقوياء
وانت شفوق يغمض بأصبعه الخفية أجفان التعساء
و يحمل قلوبهم إلى عالم أقل قساوة من هذا العالم
جبران خليل جبران
ايها الليل
بين طيات أثوابك الزرقاء يسكب المحبون أنفاسهم و على قدميك المغلفتين بقطر الندى يهرق المستوحشون
قطرات دموعهم وفي راحتيك المعطرتين بطيب الأودية يضيع الغرباء
تنهدات شوقهم و حنينهم
فأنت نديم المحبين
وأنيس المستوحدين
ورفيق الغرباء و المسوحشين
في ظلالك تدب عواطف الشعراء و على منكبيك تستفيق قلوب الأنبياء
وبين ضفائرك ترتعش قرائح المفكرين
فأنت ملقن الشعراء و المحي إلى الأنبياء
عندما ملت نفسي البشر و تعبت أجفاني من النظر إلى وجه النهار
سرت إلى الحقول البعيدة حيث تهجع أشباح الأزمنة الغابرة
هنالك وقفت أمام كائن أقتم جامد مرتعش سائر بألف قدم فوق السهول و الجبال و الأودية
هنالك رأيتك أيها الليل جميلا منتصبا بين الأرض و السماء
متسحا بالسحاب ممنطقا بالضباب ضاحكا من الشمس ساخرا بالنهار
مستهزئا بالعبيد الساهرين أمام الأصنام
غاضبا على الملوك الراقدين فوق الحرير و الديباج
محملقا بوجوه اللصوص
مبتسما لبكاء العشاق رافعا بيمينك كبار القلوب
ساحقا بقدميك صغار النفوس
جبران
أيها الليل
هناك رايتك ايها الليل و رايتني فكنت بهولك لي ابا و كنت بأحلامي لك أبنا
فأزيحت من بيننا ستائر الأشكال و تمزق عن وجهينا نقاب الظن و التخمين
فأبحت لي اسرارك و نياتك
وأبنت لك أماني و آمالي حتى إذا تحولت أهوالك إلى أنغام
أعذب من همس الأزهار و تبدلت مخاوفي بأنس أطيب من الطمأنينة
و علمت عيني النظر وعلمت أذني السمع
وعلمت شفتي الكلام و علمت قلبي محبة ما لا يحبه الناس
ثم لمست بأناملك أفكاري فتدفقت أفكاري نهرا راكضا مترنما يجرف الأعشاب الذابلة
ثم قبلت بشفتيك روحي فتمايلت روحي شعلة متقدة تلتهم الأنصاب اليابسة
جبران
أيها الليل
لقد صحبتك ايها الليل حتى صرت شبيها بك
وألفتك حتى تمازجت ميولي بميولك
وأحببتك حتى تحول وجداني إلى صورة مصغرة لوجودك
ففي نفسي المظلمة كوكب ملتمعة ينثرها الوجدان عند المساء
و تلتقطها الهواجس في الصباح
وفي قلبي الرقيب قمر يسعى تارة في فضاء متلبد بالغيوم
وطورا في الخلاء مفعم بمواكب الأحلام
وفي روحي الساهرة سكينة تبيح بمفاعليها سرائر رالمحبين
وترجع خلاياها صدى صلوات المتعبدين
وحول راسي غلاف من السحر تمزقه حشرجة المنازعين
ثم تخيطه أغاني المتشببين
أنا مثلك أيها الليل
وهل يحسبني الناس مفاخرا إذا ما تشبهت بك و هم إذا تفاخروا يتشبهون بالنار
أنا مثلك و كلانا متهم بما لايس فيه
أنا مثلك بميولي و احلامي و خلقي و أخلاقي
أنا مثلك و إن لم يتوجني المساء بغيومه الذهبية
أنا مثلك و إن لم يرصع الصباح أذيالي باشعة الوردية
أنا مثلك و إن لم أكن ممنطقا بالمجرة
أنا ليل مسترسل منبسط هادئ مظطرب و ليس لظلمتي بدء
وليس لأعماقي نهاية
فإذا ما انتصبت الأرواح متباهية بنور أفراحها
تتعالى روحي متجمدة بظلام كآبتها
أنا مثلك أيها الليل
ولن يأتي صباحي حتى ينتهي أجلي
جبران
إنه لا ضابط لصحة العمل واستقامته إلا النية الصحيحة المستقيمة
فالتزوير والتلبيس كلاهما سهل ميسور في الأعمال
ولكنهما مستحيلان في النية إذا خلصت
إن النية تحمل الإنسان أن ينظر إلى واجبه كأنه رقيب حي في قلبه
لا يرائيه ولا يجامله
ولا يخدع من تأويل
ولا يغر بفلسفة ولا تزيين
ولا يسكته ما تسول النفس
ولا يزال دائما يقول للإنسان في قلبه:
إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك.
راقت لي
وجماع الأمر ألا يكون مستقبل الإنسان علامة استهزاء
بجانب ماضيه ولا علامة استفهام، ولا علامة إنكار