الجزء الحادي عشر
الساحرة : مازلت هنا في هذه المدينة الساحرة كالحلم
قبل أن يستعيدها من أعاد بنائها
و الأن إشتركنا في مقعد واحد للسفر و حجزنا نفس التذكرة
المجانية كي ندفع ثمن أكثر حقوق مقعد الألم
و عذري الوحيد لا أريد أن اقهرك بسفرة مسروقة من ألمي
ثم أعود صوب فراغ كل يوم يزداد إتساعا
الجزء الثاني عشر
العراف : قد يكون من المبكر جدا كتابة سيرة ذاتية عن الألم
امامك عمرا آخر ستعيشينه طويلا إنشاء الله
و لكني أدرك انشغالك القوي
و لكن هذا سيخرجك من دهاليز الخوف
و الإرتكان الى الرحيل
و اتمنى ان تعذريني على كل حماقاتي و إنشغالي
وخوفي الذي جعلني اقول لماذا علينا ان نفقد الناس لنعاود النظر إليهم
بشكل آخر أكثر حبا و تسامحا
الجزء الثالث عشر
الساحرة : لا ادري ماذا اقول لك
ما سأفعله لأن
أن في رأسي شبكة عنكبوت
أحتاج الى وقت كبير لتفكيك كل خيوطها و عقدها
و يحق لي أن أزورك في مدن مشفاك
التعديل الأخير تم بواسطة بلخيري حسن ; 2/October/2015 الساعة 4:41 pm
الجزء الرابع عشر
العراف: اسرار عميقة لا يعرفها أحد
لماذا أجتر الذكريات بهذه الطريقة
لم أتعود على الكتمان أو الروح المخنوقة و الآن تضيق الدائرة
و سجن إنفرادي
و أطياف اليأس ترفرف حوله
نظرت الى الساعة إستغربت مرة أخرى وأضع علامات الإستفهام
و وضعت كل أجزاء الرواية على غلاف تم تحظيره خصيصا
كي يكون شاهدا على عنوان الرواية
تحسسته قليلا ثم اغلقته بإحكام و كتبت عليه إسم بطل القصة
حتى لا يتسرب منه
رائحة المعاني المؤلمة
فكرت ان اكتب رسالة او خاتمة الرواية
و اكتب عن الصدفة و لكنني تراجعت
استدركت اني إنتهيت من كتاب لم يكن في النهاية
لأول مرة اصوب نظري الى الساعة التي كان الزمن فيها يبدو ساكنا
و ثابتا و لكن لم اسمع شيئ من حركاتها
إلا خفقان قلب يتألم و يتجرع كاس الندم
و الياس من الحياة و العراف كذالك
الجزء الخامس عشر
الساحرة : لم يكن مقصود لذاته و إنما وقفت وجها لوجه
أمام نفسي أتأمل ملامحي مثلما أنا
لباسي البننفسجي الذي تغيير لونه
كي أسترجع حمرة هاربة
ثم حككت عيني بهدوء كي انزل الثقل الذي نزل بي
من قلة النوم و رايت وجهي الذي بدأ مرتبكا لم يكن يشبهني
او على الأقل هكذا شعرت
كانت ملامحي غريبة لا تستقر على قرار
خليطا مني و وجه ساحرة مبهمة
ساحرة من ضباب و الوان
إختلط فيها اللون الأحمر مع اللون الأسود
بالرغم من الإسرار التخلي عن السهر و الخلود الى النوم
كي ابحث عن نفسي و روحي الهاربة
كلما أحاول أن أبتعد عنك إلا وجدت نفسي اقرب
إنه الهروب الى الأمام
لم أرى نفسي مرة واحدة على حقيقتها كساحرة
و كإمرأة تأكل من بقاي حزنها و عمرها الهارب
و المسافر بغير مواعيد
الجزء السادس عشر
العراف : عندما رفعت راسي لملاء عيني بضوء القمر
الذي ظهر فجأة من وراء الغيوم
الثقيلة الخريفية
أحسست ان عطر حزن هادء قريبا من ذاكرتي
من جديد يأتني صوت المقطع المسيقي يجذيبني نحو الكتابة
و اغمض عيني على هذه الحافة الهاربة
أرى ساحرة تتمزق بين رغباتها باحثة عن الحظ
و أحلامها بين حياتها الموغلة في عتمة الأرواح المحيطة بها
إنها فظاعة الوحشة و الإحساس بالوحدة
كم خسرت من الوقت طول هذه المدة
داخل الأسئلة التي تبقى معلقة على حواف القلب كالغصة
الجزء السابع عشر
الساحرة : من قال هذه الجلملة التي أدخلتني في دوامة لا نهائية
آآآآآآه يا أمي كم أنا مرهقة و حزينة اين كان كل هذا التعب
عندما فتحت عيني و قلبي و بقية حواسي للمرة الأخيرة
لم أرى شيئ حتى وجوه الناس التي كانت تحيط بي
كيف لي ان أهرب من ذاكرتي و حواسي المشتعلة
إلا و أجد نفسي على نغمات الرحيل
بعد سماع كل كلمات شقيق الروح
و تبقى الأرواح لها اسرارها
التي تحتفظ بسحرها و جمالها وحزنها
الجزء الأخير
العراف : و تبقى الساحرة بسحرها و أخلاقها و بعدها
و طهرها عنوان القصة و يبقى الألم
خاتمة الأسطر الهاربة و المسروقة من الحياة
إفتح باب قلبك و اصغ الى صمت الأعماق و اجن من سنفونيتك أعذب الألحان
فأنت العابد في هذا المعبد
و مالجسد إلا هيكل ينطوي فيه السر الأكبر و فيك إنطوى العالم الأكبر
لا يمكن للوعي أن يكون عدوا لهذا الجسد
الجسد هو أرضك و وطنك سكنك ومسكنك
هو الخطوة الأولى نحو دروب الروح