الجزء الثاني
الساحرة : هل مستحيل لا ألتقي بحلمي في الحلم بحرية؟
العراف : اضحك معك و لا أسئلك
الساحرة : اشعر كأن لا شيئ تغير مطلقا و مازلت على حافة الفراغ
العراف : حرفا و احد يصنعك و يصنع مستقبلك
الساحرة : حرفا واحد فقط أريدك أن تكتبني كلمة كلمة
العراف: سوف أدخلك الى ذاكرتي ثم أخرجك بحرف واحد
الساحرة : بحرف واحد اشتت الدنيا بها و افككها ههه
ثم أجمعها بلذة تفوق لذة أي ساحرة
العراف : سوف يهزمك العراف بحب الطفولة
الساحرة : أنا اعيش بين مدينة الطفولة تسحبك بقوة نحو فضائها و سحرها
العراف: عندما نلتقي في حاضرنا نحرقه بالإسئلة
الساحرة : بدأت اعود نفسي على الجلوس وحيدة داخل كل مخابئ
العراف : تعدين الأيام بمزيد من اليأس و الأصرار
الساحرة : كي أنسى لأسعد لحظة و حتى لا أخسر توازني
العراف : و لكنني كلما حاولت فتح عيني عن آخرها بعد سكرة مجنونة
التمس هول الفجيعة
الساحرة : هل تعلم المدينة التي عودتني على الموت و الفجيعة
العراف : و لكن شرايين المدينة القديمة تقلصت و صارت مربعا صغيرا و ضيقا
الساحرة : كلما اخترقت تلك الدروب الضيقة شعرت بأصواتهم التي لا تموت
العراف : كم تمنيت ان ارجع الى الوراء و لا أرى ذالك
الساحرة : من الأفضل أن نعيش إندثارهم و الحكايات الجميلة
العراف : و لهذا الذهاب الى أقرب مطار للسفر في أول طائرة الى جهة مجهولة
الساحرة : لم أحتمل ضياعك أمامي و اعرف معانات المطارات
العراف : انا في حاجة الى ألم السفر و قليل من خوفك
الساحرة : هذه المرة سأكون بعيدة و أكتشف الأسرار الصغيرة و أدعك وحدك للكتابة ههه
العراف : و أنا سأكتشف داخل صمتك وجهك الهارب و أتشبث بأسئلتك القلقة و أشواقك الدفينة
الساحرة: سافر ما دام هذا خيارك الوحيد
العراف: هل تمتلكين الغيرة سألتفت من اليوم نحو حقيقتي و أخرج من هذا السراب
الساحرة : شكرا لك قد منحتني حياة جميلة تستحق أن أتذكرها
العراف : أريد أن أغرق في اللون و الكتابة لم يبقى من العمر الكثير
الساحرة : الوحدة هههههه أحب هذا الفضاء الذي يغرقني في غيمة الوحدة
أريد أن أنتحر داخل جحيم إمرأة بدل العيش في جنة ساحرة
العراف : لو فقط يعرفون الحقيقة .. ولكنهم بكل تأكيد لا يعرفون القصة و تفاصيلها
الساحرة أكيد ... يعرفونها و أنت العراف
العراف : أكيد ..... عنوان القصة انت من صنعتيه
الساحرة : لهذا الحد تراقصت الأوراق و الرسائل الكثيرة بين يدي
العراف : سنكمل باقي القصة عند منتصف الخريف
الجزء الثالث
الساحرة: أنا أصنع عالمي كما اشتهي و الوحدة أنسي
العراف : أعرف أنك لا تحبين الحضور للأفراح
الساحرة : تصفحت الرسالة التي فرضت نفسها عليا و أقول صدقت
العراف : الم اقول لك إنني عراف
الساحرة : تحملتك و تحملت تخميناتك بصدق
العراف لماذا تدافعين على الآخرين أكثر من الدفاع عن نفسك
الساحرة : إهدء قليلا منطق الأقدار ساقني إليك و عرفت اسراري
العراف : ألم تقولي أنه لا شيئ يستحق أن نحزن من أجله
الساحرة : فقد كنت و لم تهمني النتائج
العراف : عرفت الآن انك وضعتي حياتك في كف الأقدار
الساحرة : لقد زاد إشتعالنا مع الأيام و كان الرباط المقدس لم يفعل شيئا أمامك
العراف : اعتقد أني منذ تلك اللحظة المسروقة دخلت في سرية الغموض
الساحرة : لست نادمة أبدا على ذالك كل ما عشناه مسروقا من الأيام
العراف : هو جنتنا الوحيدة
الساحرة : اخاف أن تحويلني من إمرأة بكبريائها الى إمرأة من ورق
لا وجود لها إلا داخل اللغة
العراف : و هذا أجمل شيئ في العراف و ما يتقنه
الساحرة : و كان كل هذا ساحرة صنعت عرافا
الجزء الرابع
العراف : مممممممم ما أحلى مرارتها و ما أدفأها
الساحرة : لا شيئ تغير و لم يبقى لي إلا البكاء كأخر صيحة من واقعي
العراف : البكاء هو جزء من الشطر الثالث للقصة المختفي وراء الأحلام
الساحرة : انت في أرض الله الواسعة أما أنا إخترت المكان الضيق الذي يليق بي كأمرأة ليس لها حظ
العراف : أعترف أنني عراف و لكنني لم أعرف بعد أسرارك جيدا
الساحرة : و ما يهمك اتريد ان تشاركني في ألمي و حزني
العراف : هكذا علمتنا الحياة الدفاع عنك قبل أن أدافع عن نفسي
الساحرة : هل مجنونة الى هذا الحد أنا كما أنا اظهر للجميع
و لنفسي ايضا و لكن معك لا كما أشتهي
العراف : أمنحي لنفسك حرية الإختفاء
الساحرة : اعلم أنك تقاسمت معي ألمي منذ زمن و صمت و غيبوبتي القاسية
اشعر بها حين أحمل حقائبي الى السفر أودع فيها بلدي و أنت
العراف : اعلم أنني دخلت معك غرفة العناية و مع حيرتي أدركت كل شيء و كما توقعتها
الساحرة : و لا أدري اليوم إن كان هناك إنسان عاقل يفعل ما تفعله انت
بالرغم أنني وعدك بشيئ انني سابكي حين تكون لي رغبة في البكاء
العراف : أرمي كل شيئ و اختزل الزمن و أترقب العودة من جديد
الساحرة : لم أعرف يومها كيف كان شعوري لم يبق لي سوى الصراخ
بأن هذا العراف جزء مني أرسل من السماء
العراف : مازلت أحفظ تلك الكلمات على ظهر قلب
الساحرة : تلك الكلمات إن عرفت كيف تستدعيها و في الوقت المناسب حتما سأفقد من وزني
العراف : إن السكوت علامة الرضاء و لكن لا تلموني على صمتي
الساحرة : كم إشتهيت هذه المرة أن اكون أنا من يهرب بك نحو أكثر مدن الله سحرا
العراف : الآن تيقنت أن إسمك أكل كل ما تبقى من الكلمات
الساحرة : كلامي لا شيئ فيها سوى الموسيقى الحزينة و سحر الغموض الجميل
العراف : بودي أن اسمع ذالك الحزن و كانت لدى فرصة إفتتاح حفل الأحزان
الساحرة : إنه جنوني الذي لا يفارقني حتى و أنا في اعز ايامي
العراف : هههه لمست شيئ كبيرا على التمادي في الجنون بهذا الحزن الغريب
الساحرة : منذ كنت و لا زلت بهذا الشعور و الجنون و الحزن الغريب
العراف : ألم يكون الأجدر لو إخترتي مسلكا غير هذا و أقل عذابا
الساحرة : في لحظة غريبة تمنيت أن أوقف كل شيئ و اقول لك أعدني الى المطار
لم أاعد قادرة على تحمل كل هذا السراب
العراف : لم أريد رئيتك على هذه الحالة
الساحرة : الا تعلم أنني احب الأضواء الخافتة و يحلو لي الإطلاع على ذاكرتي في عمق وحدتي و أحزاني
هكذا يحلوا لي ان اكون بحالي
الجزء الخامس
العراف : اعرف أن ذاكرتك تحمل ذالك الشطر الثالث من القصة الذي أخفيته على نفسك
الساحرة : أنتظر تخمينك و أتأمل عيون العابرين لأنني أعرف في النهاية اين يسوقني القدر
العراف : هل تعلمين انا مازلت مصر على هذا الوهم الذي لا يخفق في صنع بداية جديدة
الساحرة : لا قدرة لي على التعامل مع الوقت الذي لا يزدحم في ذهني بلا معنى و أرغب في البكاء
عله يريحنى من تلك الهموم التي لم أعرف حتى سببها
العراف : مهلا مهلا جوابك صادقا و صدقك ما جعلني اثق بك كساحرة تحكي لي اسفارها و خوفها
كي تولد صدف و كتابات و كلمات تسكنك وحزن ترتليه في منتصف الليل
الساحرة : ممكن ان تحكي لي بدون خوفا من جرحي خلف سيجارة تدخنها بأناقة
و تسمع مني قليلا من الشوق و الحزن مع محيط لا يرحم كي ابقى على قيد الحياة بهذه الأحزان
العراف : آه من هذا الألم و الحزن الذي اتقاسمه معك بالرغم أنه لا يعنيني
الساحرة : تعال معي سأسمعك إقاعات ساحرة سحبتها ورائي من بلدا كنت تتقاسم معي فيها الحزن و الألم
تستسلم لي ثم تغمض عينيك لتنظر لحالي
العراف : هذه هي اللحظة الأنسب للإجابة عن سؤالك بالرغم أنني أعرف الإجابة و أنظر إليك و اقول هل هناك غيري
الساحرة : انا اعيش بذاكرة متعبة و لا تريد أن تتخلى عن أشواقها و جراحها
العراف : اعرف أنك تعيشين داخل الزمن و خارجه و عليك أن تجد أجندة تحمل الزمنين معا
الساحرة : أعرف جيدا أنك داخلك يتصارع العاشق و الزوج و الحبيب و الكاتب و المجنون و العاقل المقيم داخل التيه
و الراحل نحو ذاكرتي و العراف الخطير
العراف : طبعا لن ألبس صوتا عرافا لحماية نفسي من الخوف و لكي أتمكن من التعبير عن اشواقي و شططي
و اكون ممتن لهذا الجنون المؤذي لي و لك
الساحرة : أعتذر الآن لأننا صنعنا رواية و قصة لقياس الخوف و الحزن الذي لا احد يملكه غيري
العراف : و أخيرا عرفت انه شوقا دفين و اشعر أنني معنيا حتى و لو كان موجه لغيري
حوار روح لروح ..لكن الساحرة مراوغة ماكرة ..والعراف يقتله الفضول وشغف قربها
مازلت متابعة
العراف :
تستطيعي أيضا و ببساطة خلق ثغرة في مجرى العقل و سينمو و يقوى نور و عيك
و ستلاحظ نفسك مبتسمة يوم ما كما لو كنت تبتسمين لسلوك طفل صغير
و كأن نفسك سرقت إبتسامته و جعلتها على ملامحك بقوة الطفولة
التي تنمو ببساطة
الجزء السادس
و قالت الساحرة: بعد عودة راحة لذاكرة تتألم منححتني الحياة بسخاء
قبل أن اعود على عاقبة و فاء لجنون في سن مبكرة
لم ابذل جهدا كبير لإجاد عنوان لهذه الكلمات و الأوراق
إنه نرجسيتي الدفينة و بهائي الداخلي الذي لا سحرا إلا هو
اخترته من بين عشرات العناوين و عشرات الرسائل التي انتخبتها
من مخزون ذاكرتي المريضة
لقد تذكرت أحزن رسالة كنت قد خبأتها تحت ذاكرتي
اذهب إليها و أقرأها ثم ابكيها ثم أخبئها
لها مكانة عزييزة علي و لو أنها تألمني و تحزنني
و أعرف جيدا درجة تعلقي بها
التعديل الأخير تم بواسطة بلخيري حسن ; 26/September/2015 الساعة 2:43 am