نجح أتلتيكو مدريد بالفوز بلقب السوبر الإسباني الثاني في مسيرته، وذلك عندما هزم ضيفه ريال مدريد بهدف نظيف سجله المهاجم الجديد ماريو ماندزوكيتش.
فيما يلي أهم الملاحظات حول هذه المباراة:
- مشكلة ريال مدريد الحقيقية لم تكن لا بالخطة ولا باللاعبين، لم تكن المسألة إن دي ماريا لعب أم لم يلعب، ولا إن كان نافاس حرس المرمى بدلاً من إيكر كاسياس، المشكلة تمثلت بأن الفريق بمعظم لاعبيه ظهر فاقدا للتركيز، فالتمريرات الخاطئة ومن دون سبب كثيرة، والقيام بالصعب ونسيان السهل ساد الأسلوب الملكي، والتدخلات العنيفة من دون أي سبب كلها أوجه فقدان هذا التركيز، وهي مشكلة الفريق الحقيقية التي إن استمرت ستكون مشكلة.
- أثبت أتلتيكو مدريد من جديد أن الجانب البدني والروح القتالية نوع من أنواع الجودة على العكس من الاعتقاد السائد في الماضي بأن الجودة فقط تتعلق بالقدرات الفنية، فالفريق يستطيع رغم تغيير الأسماء إبقاء التماسك، وإبقاء نفس الروح والتركيز، مع انتظار مشاهدة تكرار هذا الأمر في الموسم الطويل ليكون بالفعل هذا الفريق هدية للدوري الإسباني.
- الدفع بكرستيانو رونالدو وظهوره في هذه الحال البدنية الضعيفة، وعدم عودته للدفاع ولا حتى لاستلام الكرة أمر غير مبرر من قبل المدرب كارلو أنشيلوتي، ولو كانت الحجة بإصرار رونالدو على اللعب فهذا ضد مصلحة الفريق، ويمكن القول إن دخوله كان نقطة سلبية تركت كوينتراو لوحده في الدفاع على الجهة اليمنى أمام الضغط، وكان الدفع بلاعب جاهز بنسبة 100% أفضل من الدفع بنجم غير جاهز لمدة 45 دقيقة.
- ماريو ماندزوكيتش قدم نفسه بشكل جيد اليوم، تحركاته بين المدافعين ومنافسته على كل كرة تكررت بعدما فعل ذات الأمر في لقاء الذهاب، ويبدو أن شراكته مع جريزمان ستكون واعدة للغاية بترك بصمة جميلة على الدوري الإسباني.
- حارس أتلتيكو مدريد مويا، هو الآخر بدأ تقديم أوراق اعتماده لجماهير أتلتيكو مدريد الوفية والتي تحب كل من يمثلها، شوط أول أثبت فيه قدراته وعدم افتقاد الفريق لكورتوا حتى اللحظة، لكنها تبقى مباراة واحدة من موسم طويل، يحتاج أن يتألق فيه أكثر ليجعل هذا الكلام دائماً.
- ثلاثي الونسو - كروس - مودريتش لا يبدو فاعلاً في أرض الملعب، في كل مباراة لا بد من تأثر أحدهم بوجود الآخرين، هي تماماً كالسيارة التي يقودها ثلاثة سائقين وهو أمر لا يمكن أن يكون بشكل صحيح، والرسالة واضحة لأنشيلوتي بأن هذه الشراكة غير مفيدة كما يجب.
- وضع جاريث بيل في الشوط الثاني وانضمامه كثيراً إلى عمق الهجوم، وقيام رونالدو بنفس الأمر كان خطأ أصر عليه ريال مدريد، فلا مارسيلو ولا كارفخال استطاعا نقل الكرة حسب المخطط له، وتوسيع رقعة اللعب على الأطراف كان إحدى الحلول التي لم يعمد لها الفريق الملكي مختاراً لا مجبراً في الشوط الثاني.
- تبقى هذه المباراة جزء من المباريات الافتتاحية للموسم وإن كانت البطولة رسمية، فحتى الآن لا يستطيع أحد الحكم على أي من الفريقين إلا بنهاية الموسم مع إنجازاته والقابه، فتركيز الفريقين وحالتهما البدنية لم تصل بعد إلى نسبة 100% والحكم مستحيل على الموسم منذ الآن، لكنها بالتأكيد مباراة تعطي دروساً للمدربين للوقوف على إيجابيات وسلبيات فريقهم الحالية ومحاولة تداركها قبل انطلاق بطولة الدوري ودوري أبطال أوروبا.