مَن ظَننتِ بأنَّ الهجرَ يُنسيني .. حسبي بِطيفكِ لا يَنفَكُّ يُشجيني
وكيفَ أَنساكِ إِذ أَغرَقتِني عَسلاً .. وبَعضُ شَهدكِ يُدنيني ويُغريني
قد عِشتُ بَعدكِ أَياماً مُهدَّمةً .. وَوحشَةً وفِراقاً راحَ يُبكيني
بي من فِراقكِ أوجاعٌ مُقَطَّرَةٌ .. وما لها غيرُ وَجهٍ كالرياحينِ
أَهفو إِليكِ وكُلّي لوعةٌ وأَسىً .. أَطالَ لَيلي فَما حُبٌّ يُناديني
يا أَعذَبَ الخَلقِ في دُنيايَ أَجمعها .. إِنِّي بِعينيكِ جوَّالٌ فَلاقيني
سافرتُ في بحرِ آهاتٍ فَأَغرَقني .. حُزني وَتاهَ بهِ عَقلي فَقوديني
يا ربَّةَ الحبِّ إِني فيكِ مُنتَحِرٌ .. فهَل تريدينَ من دمِّي براهيني
العيشُ بعدَ رَحيلِي عنكِ يَرجُمنِي .. والليلُ بَعدكِ أَشباحٌ تعاديني
أنفاسُ قَلبي لَهيبٌ ما يُطفّئها .. إِلا جُـفونكِ إن راحت تُغطِّيني