ﺍﺧﻮﺍﻧﻲ // ﺍﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻧﺎﺱ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ
ﻋﻦ ﺍﺷﺒﺎﻉ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﻣﻤﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﻣﻌﺼﻴﻪ ﻟﺨﺎﻟﻘﻬﻢ ، ﻗﺪ ﺍﻭﺻﻠﻬﻢ ﺍﺑﻠﻴﺲ -ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻳﺴﺘﺤﻖ -
ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻪ
ﺍﻻ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ( ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺎﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻻﻧﺲ ﺍﻻ
ليعبدون ) ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺴﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺤﺸﺮﻩ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺍﻋﻤﻰ ( ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ / ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻲ ﻟﻤﺎ ﺣﺸﺮﺗﻨﻲ ﺍﻋﻤﻰ // ﻗﺎﻝ
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺗﺘﻚ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﻓﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻨﺴﻰ)
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻛﺒﺮ ، ﺍﻟﻐﻔﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻔﺘﺎﻩ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﻏﻔﻠﺖ
ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺤﻈﻪ ﻓﺎﻧﺴﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻟﻮ
ﺍﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﺧﺬ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﻴﻒ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﺎ
ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻣﺎﺗﺖ ﻋﻠﻴﻪ _ ﺍﺳﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻪ _ ﻭﻛﻴﻒ
ﺳﺘﺠﺎﻭﺏ ﺭﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ .
ﺍﻗﻮﻝ / ﻓﺎﻟﻘﺼﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﻴﻪ ﺍﻭ ﺧﻴﺎﻟﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻌﻈﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ
ﺭﺑﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻟﺤﻈﺎﺕ .
ﻭﺍﺧﻴﺮﺍً ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻥ ﻳﺜﺒﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺍﻥ
ﻳﺤﺴﻦ ﺧﺎﺗﻤﺘﻨﺎ ﺍﺟﻤﻌﻴﻦ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻣﻴﻦ
ﻭﺍﻻﻥ ﺍﺗﺮﻛﻜﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﺗﺤﻜﻲ 'ﺱ .ﻡ ' ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ
ﻋﻤﺮﻱ 30 ﻋﺎﻣًﺎ, ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻱّ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺃﻥ ﺃﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ﺗﻬﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ, ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﺒﺮ
ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ـ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﺷﺎﺏ ﻣﺘﻔﺘﺢ ﺫﻛﻲ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺩًﺍ ﻧﺤﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ , ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﻋﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻲ ﻭﺣﺪﻱ ـ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ
ﺗﺴﺤﺮﻧﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ؟ ﻓﺘﻈﻞ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺗﺘﺨﻄﻒ ﺃﺳﻄﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪﺍﻉ
ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ـ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺳﻴﻞ ﻋﺎﺭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﻮ
ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ـ ﻳﺤﻄﻢ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺩﻋﺔ ﻭﺳﻼﻡ , ﻭﻣﻊ ﺩﻑﺀ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ
ﻭﺭﻫﺎﻓﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺣﻨﺎﻧﻪ ﺃﺳﺒﺢ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻡ ﻭﺭﺩﻳﺔ ﻭﺧﻴﺎﻻﺕ ﻣﺤﻠﻘﺔ ﻓﻲ
ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ . ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ـ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺸﺪﺓ ـ
ﻭﺑﻐﺮﻳﺰﺓ ﺍﻷﻧﺜﻰ ـ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻨﻲ ﻭﺣﺪﻱ , ﻓﺴﻮﻟﺖ ﻟﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ
ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ـ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺷﻌﺮ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ
ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ـ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻌﻲ ,
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﺪﺭﺟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ . ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ
ﻛﺎﻟﻀﻔﺪﻋﺔ ﺃﺭﺗﻌﺶ ﻭﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻣﺎﺀ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ , ﻭﻫﻮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﻨﺴﻜﺐ ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻋﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺪﻫﺎﺀ ـ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺷﻜﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﺔ ﺇﻻ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ
ﺃﺧﺮﻯ . ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻀﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭﺑﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ, ﺇﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺒﻴﺒًﺎ ﻧﻔﺴﻴًﺎ
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺫﻛﻲ ﻟﻤﺎﺡ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﻷﻧﺜﻰ ..
ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻤﺘﺪ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ , ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ , ﻓﺄﺷﻌﺮ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ
ﻳﺸﺎﺭﻛﻨﻲ ﻫﻤﻮﻣﻲ ﻭﺁﻻﻣﻲ ﻭﻳﻤﻨﺤﻨﻲ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ , ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ
ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﺷﻔﻘﺔ ﻭﻳﺘﻮﺟﻊ ﻭﻳﺘﺄﻭﻩ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ـ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻣﺎﻥ
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﺑﻮﺡ ﻟﻪ ﺑﺈﻋﺠﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ , ﻭﻻ ﺃﺟﺪ ﺣﺮﺟًﺎ ﻓﻲ
ﻣﻐﺎﺯﻟﺘﻪ ﻭﻣﻤﺎﺯﺣﺘﻪ ﺑﻐﻼﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻨﻊ ﻭﺍﻟﺪﻻﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺜﻰ
ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻌﺮﺽ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ، ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻟﻴﻮﻣﻴﻦ
ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﻨﻴﺔ , ﻓﺠﻦ ﺟﻨﻮﻧﻲ .. ﻭﺛﺎﺭﺕ ﺛﺎﺋﺮﺗﻲ .. ﺃﻇﻠﻤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ
ﻋﻴﻨﻲ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ .. ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ
ﻋﻼﻗﺘﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﻠﺪ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎً
ﺯﺍﺋﻔﺎً ﺃﻥ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻌﻴﻨﺔ .. ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ
ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﺒﺮ ﻣﺪﻯ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻲ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻻ ﺃﻧﺎ ﻭﻻ ﺃﻧﺖ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ .. ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ
ﺣﺎﺭﺓ ﺃﺷﻌﺮﺗﻨﻲ ﺑﻮﺩﻩ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻧﻴﺘﻪ ..
ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻱ ﻃﻠﺒﺖ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻻ ﺳﻤﺢ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻪ .. ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﻃﺒﻴﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ
ﻟﻮﻋﺘﻲ ﻭﻫﻴﺎﻣﻲ .. ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻟﺜﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪﺓ .. ﻟﻘﺪ ﺗﻼﺷﻰ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻛﻞ
ﻭﺍﺯﻉ ..
ﻭﺗﻬﺸﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻴﻪ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺑﺪﺃﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ
ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺗﺰﻳﻦ ﻟﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻲ ﻭﺗﺪﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﻌﻰ
ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺑﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .. ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻋﺒﺮ
ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .. ﺃﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻣﻌﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻌﻼﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺝ ﺑﺰﻭﺍﺝ؟ ﻓﺄﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺲ ﻣﻌﻪ
ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ؟ ! ﺿﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺘﻬﻜﻢ : ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ . ﻭﻻ ﺃﺧﻔﻴﻚ
ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ﻗﺒﻠﻚ . ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭﺗﺼﻠﺤﻴﻦ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻋﺸﻴﻘﺔ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺘﻘﺮﻧﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ :
ﺃﻧﺖ ﺳﺎﻓﻞ .. ﻗﺎﻝ : ﺭﺑﻤﺎ, ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ..
ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻳﺬﻟﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ... ﻗﺎﻝ ﻟﻲ :
ﺃﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻑ !! ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ ﻣﻐﺸﻰ
ﻋﻠﻲّ .. ﻭﻗﻌﺖ ﻧﻔﺴﻴًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﻓﻘﺖ - ﺃﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺓ , ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺩﺍﻋﻴﺔ , ﻭﺗﺮﻛﺘﻪ
ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺻﻠﺢ ﺇﻻ ﻋﺸﻴﻘﺔ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺟﺮﻯ؟ ! ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﻓﻘﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ
ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﺩﺧﻠﻨﻲ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﻀﻼﻝ, ﻓﺄﻫﻤﻠﺖ ﺗﻼﻭﺓ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺿﻌﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ـ ﻭﺃﻫﻤﻠﺖ ﺩﺭﻭﺳﻲ ﻭﺗﺪﻧﻰ ﺗﺤﺼﻴﻠﻲ, ﻭﻛﻢ
ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻫﻤﺔ ﻭﻣﺨﺪﻭﻋﺔ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺖ .. ﺇﻥ
ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﺘﻨﺔ .. ﺍﺣﺬﺭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺧﻮﺍﺗﻲ ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻟﻼﻓﺎﺩﻩ,