الأسرة هي نواة المجتمع وركيزته التي يقوم عليها ،وصلاح المجتمع يعتمد على صلاح إفراد الأسرة.
لذلك تجد إن كل أسرة تحرص على ان يكون أبنائها هم
القدوة الحسنة والمثال الأعلى في المجتمع.
وليكون أبناء الأسرة نموذجا يقتد به وجب تربيتهم تربيه
مثلا سليمة خاليه من المؤثرات السلبية التي قد ترافق الفرد في
حياته وتقتل الكثير من إبداعه في الحياة.
ولان سنناقش احد هذه الحالات السلبية
حيث إن العديد من الأسر تبالغ في حرصها على طفلها ويتمثل ذلك
الحرص في عزل الطفل عن محيطه وحرمانه من اكتشاف
ما حوله، وبذلك فهم يحرمون طفلهم من اكتساب المهارات،
وإدراك المخاطر ، ويكون أكثر عرضة للإصابة بالوحدة والكآبة
ان المرحلة العمرية بين سنه والعشر سنوات تعتبر مرحلة بناء وتكوين للشخص الطفل وهو في هذه المرحلة أحوج لسماع الكثير
من الأصوات ليكتسب طلاقة اللسان والنباهة وسرعة التفكير والرد المباشر .
وخير دليل على ذلك هو قبيلة الرسول صلى الله علية وسلم وقبائل أخرى حينما كانوا يستأجرون المرضعات من البادية فهم لم يكن قصدهم وراء ذلك الرعاية لا بل اكتساب السلوكيات وطلاقة اللسان وفصاحة وسرعة الرد والعادات وتطور المهارات الاجتماعية.
فحين إن الأسر اليوم تمارس على طفلها الحجر ألقصري
بحجة الحرص والخوف وحماية من الإمراض لعلها وجهة نظر
صائبة ولكن ما هو الشخص الذي سيتكون وراء ذلك الجدار العازل
انه شخص يعاني من الخجل قد يكون اللسان ليس طليقا، بطي الرد
ورده ركيك يخاف من محيطة تفكيره محدود .....
يحدث ذلك لان طبيعة الإنسان انه يتعلم من التجربة والرؤية والسمع
من محيطة وإما يعرفه فطريا هو شي ضئيل جدا ولا ينفع في خوض الحياة او انه محدود النفع..
هل يمكن ان أعوض طفلي بعالم اقل خطر أي عالمه الخاص المكون من ألعابه وتلفازه ووسائل الاتصال وتعلم ؟؟
بالطبع لا يمكن لهذه الأشياء التعويض بل ستزيد الأمر سواء
ستجعل من طفلك مجرد شخص مقلد فاقد لذاته وكيانه المستقل.
إذن كيف أوازن بين التربية النموذجية والحرص على طفلي ؟؟
يكون ذلك بعدم المبالغة في الأمور و عدم إعطاء الأشياء اكبر من حقها ، وترتيب وقت طفلك سواء من حيث النوم او المأكل ومشرب
وجعله اقرب الى الواقع دائما والابتعاد قدر مستطاع عن العالم الافتراضي واقصد التلفاز وما فيه من رسوم متحركة فهي القاتل الأول لشخصية الطفل وألنت بما فيه... و..و...الخ .
هكذا تستطيع كل أسره ان تمنح المجتمع إفراد صالحون مصلحون
قادرين على إدراك الأمور بحذافيرها والتعامل معها والوصول بالمجتمع إلى أعلى درجات الرقي.
أتمنى إن ينال الموضوع إعجابكم
دمتم بود
الاسرة بين تنمية مواهب طفلها الاجتماعية وقتلها .( مشاركتي في المواضيع الحصرية)
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الحلفي
