من المعروف أن أشعة الشمس تتكون من عدة درجات من الطيف المرئى و غير المرئى، والطيف المرئى هو مانعرفه بألوان الطيف السبعة التى تتدرج من الأحمر إلى البنفسجى ، أما الطيف غير المرئى فبه العديد من الدرجات الأخرى أشهرها تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وما تهمنا فى أثرها على العين هى الأشعة فوق البنفسجية.والأشعة فوق البنفسجية لها العديد من الفوائد للجسم ولكنها عند النظر إليها بصورة مباشرة قد تؤدى إلى إحتراق فى مركز الإبصار بالشبكية، وهذه هى مشكلة الكسوف الرئيسة بالنسبة للبصر.ولكن إذا كانت هذه الأشعة موجودة دائما فى أشعة الشمس فلماذا لا يحدث هذا الضرر فى الظروف العادية، والإجابة ببساطة أننا فى هذه الظروف العادية لا نستطيع إدامة النظر إلى الشمس مباشرة إلا لما قد يزيد بقليل عن الثانية ولذلك فإن كمية الأشعة فوق البنفسجية المباشرة التى يمكنها الوصول إلى الشبكية قليلة للغاية، أما فى حالة الكسوف بدرجاته المختلفة فإن أشعة الشمس الساطعة تقل بصورة كبيرة لدرجة تسمح لنا بالنظر لفترات طويلة مباشرة إلى الشمس بالإضافة إلى أن حدقة العين تتسع لضعف الإضاءة مما يعرض العين إلى جرعات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية معرضة مركز الإبصار للإحتراق كما أسلفنا.ولكن هل يعنى ذلك أن الكسوف قد يؤدى للعمى كما يشاع عادة؟ والإجابة بالنفى فإن التأثير الحادث فى مركز الإبصار يؤدى إلى ضعف الإبصار فى هذا الجزء الهام من الشبكية مع احتفاظ أطراف الشبكية بوظيفتها العادية، ويزداد التأثير الضار فى عيون الأطفال بالذات حيث أن القرنية والعدسة شديدة الشفافية فى عيونهم بلا أى مرشحات، بالإضافة إلى الفضول الفطرى الموجود لدى الأطفال وعدم الوعى بالإحتياطات اللازمة، كل ذلك يؤدى إلى ضرر مضاعف مما يستدعى الإهتمام الشديد بإبعاد الأطفال عن التعرض المباشر للشمس أثناء الكسوف وبالنسبة للكبار فيجب الإهتمام بشدة بعدم النظر المباشر إلى الكسوف إلا من خلال المرشحات المعدة خصيصا لذلك أو من خلال المراصد المتخصصة