كثيراً ما يستخدم العراقيين وبعض العرب عبارة ( يا معّود ) او كلمة ( يمعّود ) دون ان يفهموا أصل هذه الكلمة ,ومن اين جاءت وما المقصود منها بالضبط , فتراهم يعزّون معناها لـ ( يا رجل ) او ( يا صاح ) او ( يا طويل العمر ) ,لكن في حقيقة الأمر ,لهذه العبارة مفهوم له علاقة بأحدى خصال البدو الشهيرة .
لقد بينت الدراسات الأجتماعية والبحوث المستفيضه على يد العرب والمستشرقين في البداوة ان البدو معروفين بكرمهم وسخائهم الذي يصل حد التطرف والتبذير , اذ ان لهم القابلية على اعطائك ما يحتاجونه هم ,دون تردد ابداً , في سبيل ضيافتك واكرامك
او ان جئتهم طالباً السند و المساعدة والعون ,طمعاً بمروئتهم وشهامتهم .
ومن هنا جاء المثل القائل ( شيّم البدوي , واخذ عبائته ) ومعنى هذا واضح وهو أن بأمكانك ان تأخذ عباءة البدوي التي لا يملك غيرها اذا جئت اليه مستعطياً او قاصداً .
يروي الباحث ثيسيغير الذي اصدر كتاباً عن خصال البدو انه في الصحراء السورية استضافته جماعة بدوية ,فوضعوا امامه طبقاً كبيراً من الأرز حول خروف ذبحوه من اجله ثم اخذوا يسكبون الزبدة السائلة عليه حتى اخذت تفيض على الرمل .
وكلما حاول هذا الباحث معارضتهم على ما يفعلونه ومحاولته إقناعهم بالكف عن ذلك لأنه كان يعلم انهم يجوعون اياماً , كانوا يجيبونه بعبارة ( اهلاً بك مئة مره ) .
لهذا الكرم والسخاء المفرط الذي يتمتع به البدوي دون غيره , و بذله من نفسه وماله
ما تريد عن رضا وسعادة , اصطلح الناس ان يخاطبوه في حاجتهم بقولهم :
ويقصدون بها : ( ايها المتعود على المكارم)
لكن بمرور الزمن اخذ العراقيون وبعض العرب يستخدمونها من حيث لا يعرفون معناها
الحقيقي ولا المغزى الذي من اجله صيغت هذه العبارة .