21/08/2014 07:33
برحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الثلاثاء، فقد الشعر العربي أضلاع ثالوث ما عرف بـ"شعراء المقاومة" في فلسطين؛ توفيق زيّاد ومحمود درويش إضافة إلى سميح القاسم.
ففي الثلاثينيات من القرن الماضي سيطر ثالوث شعري على الحياة الشعرية في فلسطين تكون من إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وعبدالكريم الكرمي (أبو سلمى)، ولكن في مرحلة الستينيات وما بعد ظهر ثالوث آخر قوامه محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد.
وإذا كان الكرمي وكمال ناصر ومعين بسيسو وغيرهم قد حملوا لواء الشعر الفلسطيني في المنفى، فإن توفيق زيّاد ومحمود درويش وسميح القاسم كانوا أهم من رفع لواء الشعر الفلسطيني في الداخل.
وقد جسدت أشعار درويش وزياد والقاسم مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وتمسكه بأرضه وهويته العربية. وهو ما عبر عنه دوريش في قصيدته "سجل أنا عربي" التي أكد فيها على تمسك فلسطينيي الداخل بهويتهم رغم كل محاولات طمسها.
وهذا الموقف الذي جسده توفيق زياد الذي شغل منصب رئيس بلدية الناصرة حتى وفاته في عام 1994 وتعرض لمضايقات عدة من السلطات الإسرائيلية بسبب مواقفه المناصرة لمقاومة الاحتلال، وعبر عنه في ديوانه الأول "أشد على أياديكم"، وحمل ذلك الديوان عنوان قصيدة تغنى بها عدد من الموسيقيين العرب كاللبناني أحمد قعبور.
أما سميح القاسم فارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بشعر الثورة والمقاومة، كقصيدته "تقدموا" التي خاطب فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقصيدته "منتصب القامة أمشي" التي لحنها وتغنى بها المطرب والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة.
ويرى كثير من النقاد أن أشعار قاسم ودرويش وزياد كانت حلقة الوصل بين الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال وبين الشعوب العربية الأخرى التي أقبلت على قراءة ومتابعة أشعارهم.
وظلت أشعار هؤلاء المبدعين الثلاثة لسان حال المقاومة الفلسطينية لفترة تزيد عن نصف قرن تقريبا، خاصة مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، حيث تم تلحين كثير من قصائدهم على يد مطربين وملحنين فلسطينيين وعرب وتناقلها الشباب عبر وسائل و مواقع التواصل الاجتماعي.
شبكة الاعلام العراقي