ينقسم الكتاب اللذين تناولو قضية الحسين الى قسمين على سبيل التيسير والدراسه
من حيث تحليل الاسباب والنتائج
وهم المبغضين والمحبين له
اما القسم الاول وهم البعيدون عن الحسين فكريا ومنهجا اي المبغضين له-
حللو ثورة الحسين (عليه السلام )على انهاوحسب معتقداتهم واجوائهم وسلوكهم والظروف المحيطه بهم وماتفرضه عقيدتهم في تحليل هذه الظاهره الغريبه وهي خروج الامام الحسين (عليه السلام) للحرب مع علمه انه سوف يقتل وقد اخذ عياله معه مع علمه سيسبون فبادر هؤلاء
الى تحليل الثوره الحسينيه وهنا ساذكر بعضا من تلك التحليلات والاراء:-
1-ان الحسين (عليه السلام )القى بنفسه الى التهلكه وهو محرم حسب ما جائت به الايه الكريمه(195 من سورة البقره(ولاتلقوا بايديكم الى التهلكه)
2-ان الحسين عليه السلام قتل بسيف جده لانه خرج على امام زمانه وهو يزيد بن معاويه ومن يخرج على ولي الامر فهو اثم
3-ان يزيد لم يامر بقتل الحسين (عليه السلام) ولكن امير الكوفه اجتهد بقتله وقد رفض يزيد هذا التصرف.
وهذه الافكار تعكس اراء وعقيدة وفكر الكتاب المعتنقين لها وهم عند مراجعتنا لمصادر هذه الاقوال نجد ان اصحابها من الذين لم يدرسوا ولم يتفهموا مسيرة اهل البيت (عليهم السلام)في الحياة ولم يدرسوا شخصية الحسين (عليه السلام) قبل دراسة ثورة الحسين (عليه السلام) لانه من الضروري وهو الامام المعصوم المؤيد والمسدد من قبل الله تعالى وهو سبط النبي وهو من تجب طاعته من قبل الناس لانه امامهم واذا فهمو هذه الشخصيه فهموا تحليل ثورة الحسين(عليه السلام)على مايقتضيه العقل والشرع.
القسم الثاني:-
وهم المحبون للحسين(عليه السلام)من المسلمين وغيرهم وهؤلاء ايضا تصدوا الى تفسير هذه الظاهره الغريبه وهم لاينكرون كمحبين للامام الحسين(عليه السلام)ان ثورته يكتنفها الغموض في بعض جوابها وهذه مجموعه من ارائهم انقلها لكم على سبيل المثال لا الحصر:-
1- ان الحسين والمسيح(عليهما السلام)يتحدان بالمظلوميه ويتفقان بالاهداف وهي نصرة الحق واحياء دين الله فاحبوا الحسين لانه يشبه السيد المسيح من هذه النواحي.
2-ان الحسين ويحيى (عليهما السلام) قد ظلما وقطعت رؤوسهما وجابوا بها البلدان فذابت طبقه من الناس حبا بالحسين من هذه النواحي.
اما تحليلات المسلمين:-
1-ان الحسين (عليه السلام) خرج لاقامة الدوله الاسلاميه الفوريهوهو لايعلم بقتله ولايعلم بغدر اهل الكوفه.
2-ان ثورة الحسين (عليه السلام) غامضه وتكليف الحسين (عليه السلام)كامام معصوم مؤيد ومسدد من قبل الله مجهول ونحن لانعرف تكليفه الخاص فخرج الحسين (عليه السلام)حسب تكليفه الخاص.
3-وهو افضل ماقيل في ثورة الحسين (عليه السلام)وتبناه مجموعه من المفكرين الاسلاميين وهو ان الحسين عليه السلام علم انه سيقتل سواء في ذلك علمه العرفي كسياسي يعيشوسط الامه او امام معصوم مسدد وملهم من الله تعالى فكان لديه علم بالشهاده وعلم انه سيقتل وهو لايستطيع الخروج بعنوان الشهاده لانه انتحار.
فنادى باسقاط الحكم الاموي هدفا لثورته وقدم دمه من خلال هذه الثوره
لكي يهز وجدان الامه ويفجر الحاله الثوريه عند الامه وهذه تستبطن الدرجات العليا التي لن ينالها الحسين (عليه السلام) الا بالشهاده.
ومن خلال هذه الاقوال نجدالاختلاف في تفسير وتحليل الثوره الحسينيه وهناك عدد من الاسباب منها
اولا-النقل الغير دقيق للاحداث والحلقات التاريخية المفقوده التي توجب الشك في ذهن الباحث والتي تمكنه من خلالها الى البدء بتحليل هذه الثوره.
ثانيا-عدم المعرفه الكافيه والاحاطه التامه لدى الباحثين بالنفسيات التي كانت تحيط باجواء تلك المرحله التي عاشها الامام الحسين (عليه السلام)
ولهذا لم نجد فهما حقيقيا من قبل الباحثين لهذه النفسيات.
ثالثا-ان كل باحث يطرح ويفسر ماهو يتبناه من قبل في ذهنه مما يؤثر في صياغة التحليل لان هذه الافكارظرف يخرج من خلاله التحليل.
لكن ومثلما هناك غربان تنعق واصوات نشاز واراء ماانزل الله بها من سلطان وخروج عن المألوف للتطرف واجحاد الحقوق ونكران الاحسان
وهذا من الطبيعي لدى معشر البشر فكل كما يقال يغني على ليلاه الاان هناك من غير المسلمين من ناصر قضايا الاسلام ومنها قضية الحسين مما جعل لنفسه اثرا بارزا في سفر الذكرى التي لاتنضب ومنهم الشعراء والمفكرين ومنهم على سبيل المثال:-
-المهاتما غاندي الذي جعل من الحسين مثله الاعلى في الحياة.
-ليوبولدفايس الذي اسلم وسمى نفسه محمد اسد وهو كاتب نمساوي وله عدة مؤلفات لنصرة الفكر الديني اشهرها(كتابه الطريق الى مكه).
-روجيه غارودي الشيوعي الفرنسي الذي اسلم والف كتابه:-( البديل)
والذي يتناول فيه الاسلام كبديل للحضارة الاوربيه.
-بولس سلامه الكاتب المسرحي الذي الف ملحمته الشعريه المعروفه
ويصرح بها ان مانظمهرجاءا للشفاء من مرضه المزمن متشفعا بالنبي واله الطيبين الطاهرين.
-انطوان باراصاحب كتاب(الحسين في الفكر المسيحي) فانه كاتب منصف
مجد الحسين ورثاه وقارنه بالمسيحكما يعتقد هو به لانه يرى مقتله وشهادته فقد قارن بين الشهادتين. ولم ينكر من تاريخنا شيئا حتى مسألة تكلم الراس الشريف الذي يعدج من المعجزات والمفروض بالماديين وغير المسلمين عموما ان يكذبوه دائما لاتجاههم النفسي والعقائدي.
-الكاتب المسيحي جورج جرداق اللبناني المشهور صاحب الموسوعه الشهيره (علي صوت العدالة الانسانيه).حتى قال بعض المسلمين والمفكرين الشيعه انه يفضل عليا على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
في حين ان فخر علي هو اتباع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
-والطيب الذكر الذي يعد ولاينسى الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الصابئي بل يقال عنه انه رجل دين عظيم عندهم ولعله شيخهم على الاطلاق ومهما قلنا في جهته الدنيويه والدينيه فان قلبه متجه الى الاسلام واهل البيت عليهم السلام وله قصائد مشهوره ومعروفه بهذا الصدد ولو انه اسلم لكان شيعيا ولم يتبع اي مذهب اخر
واجملها التي يقول فيها:
قدمت وعفوك عن مقدمي حسيرا اسيراكسيرا ظمي
قدمت لاحرم في رحبتيك سلام لمثواك من محرم
فمذ كنت طفلا رايت الحس ين منارا الى ضوءه انتمي
-الشاعر اللبناني الاخرنزار قباني الذي يقول في احدى قصائده مناصرا
الشيعة ومحبي الحسين ضد المتفوهين ضدهم وضد حبهم للحسين فيقول:-
سأل المخـالف حين انـهكـه العـجب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغرهم
وعلى امتداد الدهـر يُوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم
يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه
ولَـإنْ نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب
يالائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب
من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب
و غــدى الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً
والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب
أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب
دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب
-طه حسين الاديب المصري المعروف الذي يقول:-
(لازال الشعر رافضيا)
وبالتاكيد انه لولا ثورة الحسين (عليه السلام) لما كان كذلك
حيث ان فطاحل الشعرالعربي هم من الشيعه الاماميه الاثنا عشريه
في مختلف الحقب التاريخيه والشعر الشيعي يتصف بما لايتصف به شعر مذهب اخرومن شعراء المذهب
-دعبل الخزاعي
-المتنبي
-احمد شوقي حيث انه من الممكن القول بأن احمد شوقي امير الشعراء شيعي وانه ليس مصري الاصل ولا على مذهب الجماعهوهو تركي الاصل علوي المذهب يعني ممن يعتقد بالهية علي (عليه السلام)وهو يحترم علي ويقدسه كما تحترمه وتقدسه الشيعه وفي المجمل اذا لم يكن شيعيا فانه اقرب الى التشيع.
-الكميت الاسدي
-الشريف الرضي
-الصاحب بن عباد
-السيد حيدر الحلي
- السيد جعفر الحلي
- الجواهري
-الفرطوسي
-الشيخ عبد المهدي مطر
-مصطفى جمال الدين
وعشرات غيرهم
وخلاصة القول في ختام هذا البحث الذي ارجو من الله ان يكون من ضمن مايصعد اليه من الكلم ويجازي به خير الجزاء وهو في سبيل سيدي ومولاي ابا عبد الله عليه صلوات الله وسلامه اقول:-
ان العلم والحكمة الالهية لامتناهيتنين ومطلقتين ولا حد لهما وان اطلاعه جل وعلا على الواقعيات في مختلف المستويات اكيد وثابت على اكبر النطاقات والاصعده.
وكما ثبت فأن العقل الانساني مهما تسامى فهو محدود بحدود لايمكنه ان يتعداها ومن البديهي ان المحدود لايستطيع ادراك اللا محدود بل ومن المستحيل عليه ذلك اذن فليس للانسان ان يدرك العلم الالهي والحكمة الالهية كما هي وانما ينال منها بقدر استحقاقه وقابليته وبمقدار عطاء الله له (والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)
وهؤلاء المشككين ليسوا قريبين من الله ولاهو منهم وليسوا قريبين من الاسلام وليس منهم وليسوا يعرفون الحسين وليسوا قريبين منه فما مقدار ما اعطاهم الله من البصيرة في هذه القضيه سؤال لايحتاج حتى الى جواب وليس من الحكمة ان نستطرد في الحديث عنهم وعلى خطرهم فان قضية الحسين ليست بشرية التكوين والنتائج وليس للبشر فيها سوى التدبر والحكمه مثلها كمثل قصة اصحاب الكهف وغيرها من معاجز الله على ارضه .
رفعت الاقلام وجفت الصحف والمجد لله في العلى وعلى الارض السلام
السلام على الخالدين في الخالدين السلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
لك غصة في قلوب الانام السلام عليك ابا عبد الله السلام.
المصادر:-
1-كشف المراد 284للعلامه
2-الالهيات للسبحاني117
3-المسترشد للطبري9
4-عمدة الطالب لابن عنبه 235
5-شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديدج1