سؤال يدق في عقل كل فتاة، وهو هل أنا جميلة؟ أجيبيني أولاً في نفسك دون مجاملات، ودون كبر، ودون أن يسمعك أحد. صارحي نفسك بالإجابة الصحيحة: ولو لهذه المرة، وقولي نعم، أو لا. ولم تثيري البلبلة إن قدم ضيوفك، ولم تكوني على أتم الاستعداد. بل حتى لم ترتدي هذه الملابس المتعرية، وتظهرين الزينة للرجال؟! لا تخدعي نفسك، وتقنعيها بأنها من الضروريات، أو لأنها تزيدك جمالاً، هذا قول لا ينطبق مع إجابتك بنعم، فكما يقول المثل الشعبي: (الحلو حلو ولو استيقظ من النوم) فأنت "بشوشتك" المنفوشة أو المرتبة تكونين جميلة. إذا كان هناك نقص أو خلل، فلا بد أنه قد حدث في الإجابة. فراجعي السؤال مرة أخرى: هل أنا جميلة؟ ثم إذا اقتنعت بالنقص، واعترفت بوجود خلل ما، أو على الأقل بقلة جمالك، فابدئي معي هذه الرحلة لتكوني الأجمل على الإطلاق.
- مهما كان شكلك أو لون بشرتك، أو صفاتك الخلقية فأنت جميلة. كيف لا وربك عز وجل يقول عنك: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"سورة التين.
فأكثر شيء ترينه جميلاً في هذه الحياة من منظر خلّاب أو قطة أو غزال رشيق، أو قمر مميز، فأنت أجمل منه، أفلا يكون ذلك مصدر فخر وعزة لك، فكما تريدين النظر والتمتع بمخلوقات الله، انظري إلى نفسك ابدئي بها: "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ"سورة عبس. واعلمي أنك كما ترين هذا المخلوق المنعكس صورته في المرآة، ترين كل الوجود بهذه النظرة. فكما يقول الشاعر: كن جميلاً ترى الوجود جميلا.
- في بحثك عن الجمال، اصحبي معك زاد التقوى، فهو أثمن ما يُلبس وأغلى من الذهب والجوهرة والألماس، فكلما أتقيت الله عز وجل جملك وحسنك في أعين العباد، وكذلك يحببك إلى نفوس خلقه، كلما ازدادت حباً وقرباً إليه، فيصبح الكون كله راضياً عنك. يوضع لك القبول في الأرض، وتراك البشرية جمعاء بعين الرضا التي قيل عنها: وعين الرضا عن كل عيب كليلة.
- ارتدي شيئاً يجعلك جميلة، أي ما يناسبك من الملابس، وليس ما يعرض، ضعي من الماكياج والزينة ما يناسب بشرتك وعمرك ومجتمعك والمكان ستذهبين إليه، فلا يعقل أن تضع فتاة في الثامنة عشرة من الزينة ما يناسب المتزوجات، سواء كان تسريحة أو لبساً أو ماكياجاً، وليس الجميل من الثياب ما غلا ثمنه، بل هو ما اجتمعت فيه النظافة والستر وحسن الاختيار، وكذلك شعرك فليس الجمال بالقصات الغريبة أو الحديثة، وإنما بالنظافة وحسن التربية وغير ذلك مما تعلمه كل فتاة.
- اصنعي شيئاً لغيرك يجعلك جميلة، كأن تسدي معروفاً لصديقة، أو تقدمي الخير لأسرتك أو مجتمعك، فهذا يجعلهم يغضون الطرف عن عيوبك ومساوئك، وحاولي أن تجمعي من الصفات الحسنة ما يوازي أو يزيد عن الصفات التي ترينها سيئة فيك. فإذا كنت قصيرة مثلاً، فحاولي أن تكوني رشيقة، ولا تجمعي البدانة والقصر وهكذا. كما أنك لو لم تستطيعي تغيير شيء، فحاولي أن تكوني ذات شأن كدارسة جامعية، أو طباخة ماهرة، أو ربة بيت من الطراز الأول. علّ ذلك يغطي بعض عيوبك. وأهم شيء لا بد أن تتذكرينه هو ألا تجمعي سوء الخُلق مع قلة الجمال، فهما إن فقدا فلن تنتفعي أبداً بشيء من مجتمعك.
- قبل ذهابك إلى أي مكان أو مقابلتك لأي أحد. قفي لحظة أمام المرآة، خذي نفساً عميقاً عدة مرات، انظري إلى نفسك من أعلى رأسك إلى أخمص قدمك، لتري المكان إن كان هناك خلل في لبسك أو ماكياجك أو ابتسامتك وطلاقة وجهك، ثم انظري إلى وجهك مبتسمة وخاطبيه بحب. كم أنت جميل أيها الوجه المشرق، لكن لا تجعلي هذه الكلمة تجرك إلى الكبر، قوليها لترفعي ثقتك بنفسك ثم ابتسمي.. أبرزي لآلئك البيضاء المخفاة بين شقي المحارة ورددي: أنا قادرة على كسب إعجاب من حولي. ثم اقرئي الأذكار. وتفاءلي بكل خير.
- اذهبي إلى حيث تريدين وتصرفي هناك على أساس الذي اتفقت عليه أنت ومرآتك وهو أنك جميلة، فلا تقبحي نفسك بكلام هابط.. ولا تظهري جمالك لغير محارمك ولا تنتقصي من نفسك أو الآخرين وارفعي معدل الثقة بنفسك دون حاجة إلى إطراءات الآخرين.
ولا تنسي بعد ذلك كله أن تحفظي جمالك للأبد، لتكوني هناك إن شاء الله في الجنة ملكة الجمال.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
المصدر: مجلة الأسرة.