ولد: 1908، شانتلو، فرنسا.
الأهمية: صاغ مصطلح “اللحظة الحاسمة” ملهمًا أجيالاً متعاقبة من المصورين الصحافيين.
مات: 2004، مونجوستين، فرنسا.
هنري كارتيه-بريسون كان المصور الأعظم والأكثر تأثيرًا من أبناء جيله. كان فنانًا بالفطرة، وقد ادعى بأنه رأى التصوير الفوتوغرافي ليس إلا “وسيلة للرسم، ونوعًا من الرسم الفوري.” ولكنه كان الوسط الذي ترك به أثرًا لايمحى.
بدأ اهتمام هنري كارتيه-بريسون بالتصوير الفوتوغرافي خلال دراسته للأدب والرسم في كامبريدج. درس الرسم والتلوين في أستوديو “أندريه لوت” ، وفي عام 1931، ترك ليسافر إلى ساحل العاج مع كاميرته الأولى، اللايكا. كان ظهور لايكا بنموذجها الأول في السنة التي تسبقها والتي اخترعها “أوسكار بارناك”. استخدمت الكاميرا فيلم سينمائي مثقوب مقاس 35 ملم لإنتاج صورة سالبة مقاس 24×36 ملم، والذي كان يعرف آنذاك بالحجم “الصغير”، “miniature”: لايكا كانت صغيرة جدًا، وسهلة الحمل، وغير لافتة للنظر. من ساحل العاج، سافر كارتيه-بريسون وكاميرته اللايكا حول أوروبا لسنتين. كانت صوره نجاحًا فوريًا له، وقد استمر في السفر في مهام عمل لعدة مجلات.
مكنت الكاميرا الصغيرة كارتيه-بريسون من الذوبان بالوسط المحيط والتصوير دون تطفل. كان ينتظر بصبر “للحظة الحاسمة” حيث يرتب المشهد نفسه أمامه، ووصفها على النحو التالي: “الإعتراف المتزامن، في جزء من الثانية، لأهمية الحدث، فضلاً عن تنظيم دقيق للأشكال مما يعطي هذا الحدث تعبيره الذي يليق به.” وعليه فقد أخذ لموضوعه جوانب عادية من الحياة اليومية ليحولها إلى قصص في إطار واحد، وذلك بواسطة وقت تعريض وتكوين مبنيين على نظرة دقيقة. تكشف أعماله الحقيقة الداخلية من الوجود الإنساني، وقد سافر على نطاق واسع لتسجيل حالة السكان في العالم: “ظللت أمشي في الشوارع، متوترًا وحريصًا على التقاط مشاهد لواقع مقنع، ولكنني في الأساس كنت أرغب في التقاط جوهر هذه الظاهرة في صورة واحدة.” ولقد كانت هي الطريقة التي نجح بها ليكون أعظم مصور في جيله، إن لم يكن في كل العصور.
أحد صور كارتيه-بريسون المشهورة التي تؤخذ مثالاً “للحظة الحاسمة”
في عام 1947، ومع زملاء المهنة روبرت كابا، ديفيد “ شيم” سيمور, وجورج رودجير، و وويليام فانديفيرت، أسس كارتيه-بريسون وكالة “ماجنوم فوتوز”. في عام 1952، قام بإصدار أول كتاب، “images a la Suavette” (حرفيًا: “صور مأخوذة خلسة”)، والذي في نسخته الإنجليزية وضع له عنوان “اللحظة الحاسمة”. كان هذا هو الكتاب والفلسفة التي ألهمت المصورين أبدًا منذ ذلك الوقت.
بدأ كارتيه-بريسون في الابتعاد عن التصوير في منتصف الستينات، ليعود إلى شغفه للرسم، على الرغم من استمرار ماجنوم في توزيع صوره.
شانغهاي، الصين 1948.
كواحد من أعظم مصوري القرن العشرين، كان هنري كارتيه-بريسون تأثيرًا وإلهامًا للأجيال. إضافة إلى أرشيف واسع من تصوير صحفي استثنائي، يشتمل إرثه على ذلك العمود للإنسانية في التصوير الفوتوغرافي، ماجنوم فوتوز.
منقول