مجرد حالة نفسية
أحمد الحباسى
نفسيات الإنسان ليست واحدة ، لكل مخلوق طبعه ، هناك إنسان يندمج بسهولة مع الناس ، و هناك طبع انطوائي لا يريد التعايش مع أحد ، و هناك شخصية طبيعتها عدوانية شريرة لا تتلاقى مع أحد إلا من نفس “فصيلتها ” ، هذه الشخصية تبغي دائما في الأرض و تنشر في الناس و بين الناس حالة عدوانية تشبه فيروس الأمراض السارية المتنقلة ، من الممكن أن يتحدث العلم و العارفون عن تفسير هذه الظاهرة العدوانية البشرية ، لكن من المستحيل طبعا أن يصل العلم يوما إلى دواء لداء الكراهية و نزعة الشر لدى هؤلاء البشر الذين يعيثون فسادا و قتلا و دمارا في مساحة الوطن العربي .
النفسية الشريرة حالة عيب خلقية تنشأ بالفطرة مع البعض ، يتعايش الشرير مع فعل الشر و العدوانية بأريحية تامة ، قصص فرانكشتاين و كل مصاصي الدماء ليست إلا تعبيرا خياليا عن واقع بعض البشر الذين يعيشون في الوطن العربي ، فالشيخ القرضاوى لا يختلف كثيرا عن كل الأشخاص الذين يملكون نزعة شريرة بالولادة أو بالوراثة ، و جلالته خادم الشيطانين الأكبرين مريض بكراهية الإنسان ، فيه من الشر ما يظنه في الآخرين ، لا يصدق أن في هذا العالم خيرون و داعون للحب ، جلالته خائف من نفسه و على نفسه ، يعيش ليالي الكوابيس المظلمة ، جلالته مريض بكراهية العرب و بالعروبة و بكل القيم العربية النبيلة ، لا تحركه أصوات الثكالى و بكاء الأطفال المذعورين من “قنابله” الإرهابية التي تحصد أرواح الأبرياء ، جلالته يعيش في برج عال بلا نوافذ ، و له قدرة عجيبة على الاستمتاع بمزيد دم ضحاياه ، لأنه لم يعد من جنس البشر ، فالمدمنون على الدم لا ينتمون أصلا للبشر .
جلالته و من مثله كثيرون ، شخصيته مخادعة و تتقلب على مليون وجه ، خائن بطبعه لكل القيم ، يقول الشيء و نقيضه ، له حالة من السر و حالة من العلن ، يحترس من كل الناس و من بطانته الفاسدة أولا ، يسيء الظن بكل الناصحين ، و عندما يرسل جلالته قطعان الإرهاب إلى سوريا فهو بمارس هوايته الدموية المفضلة كما يمارس أحدنا بعض هوايات الصيد و القنص المعروفة ، المسألة لدى جلالته ليست حالة إنكار أو هروب من الواقع أو تصرف مؤقت ، جلالته يعيش حالة من الفوضى الخلاقة الداخلية تجعله في حالة خصام دائم مع الشريعة و القيم الإسلامية ، لذلك يعانى جلالته من الردة في اليوم ألف مرة ، و ينام مرتدا و ينهض مرتدا و يسافر مرتدا و يرجع إلى قصره مرتدا .
من خاصية جلالته أنه ماكر ، و من خاصية الماكر أنه لا يصدق الحقيقة ، مهما كانت تلك الحقيقة ، و المكر من يدفع جلالته إلى الصمت الحقير على عدوان الصهيونية على كل الأماكن العربية المقدسة ، لأنه يدرك أن الصهيونية ستدفع ثمن ذلك الصمت لتبقيه على عرش المكر في بلاد الحجاز ، هو شاطر في مقايضة المبادئ بالبقاء في العرش ، و هو لاعب حريف ( بالشدة على ر ) يتقن لعبة خلق الأعداء من الأصدقاء لإرضاء الأعداء ، لذلك صنع من إيران العدو لإرضاء إسرائيل ، لذلك يقصف العراق بفتاوى التدمير و يرسل ميليشيات الإرهاب لتدميره ، بل لنقل أن المهمة الوحيدة التي تكلف بها جلالته و بات من أكثر المنفذين لها في المنطقة هي تدمير الدول العربية.
من الممكن أن يكون جلالته قد ورث هذه النزعة الشريرة أو رضعها في إحدى الأقداح المسمومة من بعض المرضعات ، و من الممكن أن هذا الفيروس قد انتقل إلى جسده من حاشيته السلطانية ، لكن من المؤكد أن ” فيروس عبد الله ” ، على وزن فيروس أبيولا الشهير ، قد أصبح ماركة مسجلة في قاموس اللغة المستهلكة في الإعلام العربي ، لذلك تقوم القوات السورية بجهد أسطوري لمواجهة هذا الطاعون القاتل حتى لا يتمدد في سوريا إلى الأبد ، و يجاهر حزب الله بكونه سيكون أينما يجب أن يكون لإسقاط كل تلك الرايات السعودية السوداء التي تمثل في أقبح مظهر وجه النظام السائد في بلاد الكراهية .
من الممكن أن جلالته يعيش صراعا مريرا مع الذات بعد أن خسر كل شيء ، فبقاءه على “عرشه” ، مهزوما ، مع هذا الكم الهائل من كراهية الشعوب العربية ، هي مصيبة نكراء لا مناص منها ، لكن جلالته لن يستسلم للحقيقة بسهولة ، و هذا طبع القتلة ، و سيحاول بكل الطرق أن يقدم للصهيونية “أطباقا” عربية أخرى حتى تسلمه بعض أقراص الهيروين التي تعود عليها كمدمن خيانة لا يكل ، سيرحل جلالته في جرعة خيانة زائدة ، في حادث “سير” لهذه السياسة الصهيونية المتحركة ، في فاصل من فواصل التاريخ الكثيرة ، سيخرج من مملكة الخيانة خائن آخر ، عميل على الزيرو ، ستظل المملكة نقطة الانطلاق دائما لكل الخونة و لكل الأفعال السيئة التي يندى لها الجبين ، لن يتغير شيء ، في مملكة مات الملك ، عاش الملك.