النازحون في كوباني بين قلة المساعدات والحصار
النازحون في مدينة كوباني / حلب
رغم كل مسرحيات الموت والتشرد والمعاناة التي تعرضوا لها مازال نازحو مدينة كوباني / عين العرب بمحافظة حلب شمالي سوريا، مستمرون في الحياة، ، وهم متواجدون في مدارس المدينة، حيث يقطن في كل صف من صفوف المدرسه عائلة كاملة، بغض النظر عن عدد أفرادها.
هؤلاء النازحون، «يعانون الأمرين، فجميع معيلي الأسر عاطلون عن العمل، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة، وبالرغم من المساعدات التي تقدم لهم من شهر إلى آخر، إلا أنها لا تلبي جميع احتياجاتهم، وأمست هذه الظروف القاهرة عائقاً بوجه متابعة الأطفال تعليمهم، ليس هذا فحسب، وإنما بالرغم من كل ما تعرضوا له من تهجير وذل إلا أنهم قوبلوا بنظرة دونية من قبل المجتمع الذي يحيط بهم»، حسب ما أفاد عدد من أولئك النازحين لـ ARA News.
أحمد مسلم نازح من مدينة حمص تحدث لـ ARA news عن مدى تحملهم لهذه الظروف القاسية والمؤلمة «سنتحدى الاستسلام، وسنجعل من هذه الظروف دافعاً كي نكمل حياتنا بشكل أفضل، ونحن مؤمنون بالعودة إلى ديارنا حالما تهدأ الأوضاع في مدينتنا، لأننا نرفض اللجوء إلى الدول المجاورة، بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها اللاجئون السوريون هناك، وهذا عكس ما حدث حين استقبلنا واحتضنا اللاجئين العراقيين إبان التدخل الأمريكي في العراق، ناهيك عن اللاجئين الفلسطينيين، واللبنانيين في حرب تموز 2006».
مسلم أضاف «فتحنا منازلنا واستقبلناهم أحسن الاستقبال، لنتفاجأ اليوم بالقصص والروايات عن تعامل العراقيين واللبنانيين تجاه اللاجئين السوريين، وانتهاكاتهم لحقوقهم، إنه أمر مؤسف فعلاً».
وفي السياق ذاته، تحدثت طفلة من النازحين إلى مدينة كوباني لـ ARA News أنها «كانت تطلب من والديها أن يشتروا لها حذائاً، لكنها في النهاية قالت، أنها لم تعد ترغب بذلك الحذاء الذي كانت تحلم به، بعدما رأت فتاة في عمرها، وقد بتر ساقها إثر انفجار حدث في حيهم، فكانت أمنيتها الوحيدة أنها تريد أن يعم السلام على وطنها وأن تعيش في كنف والديها».
وبحسب إحصائيات لجنة الإغاثة في المجلس الوطني الكردي فإن «أعداد النازحين في مدينة كوباني بلغ نحو ألفي نازح وأكثر من ثلاثة آلاف رضيع».
وتقوم لجان الإغاثة في كوباني والتابعة لمجلس الشعب في غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي بتوزيع المعونات والمبالغ النقدية على النازحين شهرياً، ولكن النازحون بدورهم يناشدون المنظمات الدولية لتقدم لهم الدعم لتغطي احتياجاتهم، لأن المدينة محاصرة من كافة الجهات منذ نحو عامين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.