صديق جديد
تاريخ التسجيل: August-2014
الجنس: ذكر
المشاركات: 17 المواضيع: 5
التقييم: 4
آخر نشاط: 6/September/2016
انتقاد الاحزاب السياسية للنضام السابق....بنهب خيرات الشعب بعد ان اتا لهم الدور ......
لقد فضحت الأحداث التي تعصف بالعراق الآن هشاشة المناهج السياسية التي اعتمدتها النخب الحاكمة حين قدمت الولاء على الكفاءة في اشغال المناصب والتصدي للمسؤوليات , في اعادة مخجلة لاسلوب الحكم الدكتاتوري السابق الذي كانت هذه الاحزاب تحمله مسؤولية مصائب العراقيين , وعليه لابد من تجاوز هذه المناهج المتخلفة الى اسلوب ادارة يعالج الاخطاء السابقة ويعيد للعراقيين الامل في السلام والبناء ووحدة الصف امام المخاطر الجسيمة التي تهدد مستقبلهم ومستقبل ابنائهم , وهذا لن يكون الا باختيار وزراء من خارج الاحزاب , يتمتعون بالكفاءة المهنية والتاريخ النظيف والخبرة المستندة على التحصيل العلمي الرصين خارج منظومة التزوير التي انتشرت كالسرطان في كافة مرافق الدولة .
أن بقاء الاحزاب خارج اطار الحكومة يفسح المجال لها ان تراقب اداء الوزارات تحت قبة البرلمان , وعندما يكون الوزير مستقلاً سيكون اجتهاده ومستوى كفاءته ونزاهته هو حصانته أمام القانون وليس حزبه وكتلته البرلمانية , شرط أن يمنح الوزير صلاحيات واسعة لأدارة وزارته واختيار مساعديه ووكلائه وباقي الدرجات الوظيفية التي يعتقدها مهمة , دون تدخل من اية جهة , اضافة الى ان تغيير الوزير قانوناً لن يواجه اية صعوبات اذا كان مستقلاً , وزيادة على ذلك يستطيع البرلمان ان يُفعًل المادة الدستورية التي لاتجيز اشغال المناصب العليا لمزدوجي الجنسية , عندها سيكون الوزراء تحت طائلة القانون العراقي في حال تجاوزهم له , دون التفكير بالهروب الى بلدانهم التي يحملون جنسيتها , وهناك الكثير الكثير من الكفاءات العراقية المستعدة للعمل وفي جميع الاختصاصات التي تحتاجها البلاد , دون ان تكون مضطرة الى الانتماء الى الاحزاب .
لقد وصلت تعقيدات السلطة في العراق الى مستوى من التصادم والصراع غير المسبوق بين اطرافها , ولم يعد ممكناً لأي طرف تجاوز الاطراف الاخرى , وازاء هذا الوضع سيكون من الصعب أن ينجح أي من الاسماء المتداولة على انها زعامات في قيادة حكومة عراقية جديدة , برئاسة ( الدكتور العبادي ) , اذا اعتمد نفس صيغ توزيع الحقائب الوزارية على الاطراف المشاركة , لأن آليات العمل ومعرقلاته ستبقى هي الاسباب المنتجة للفشل في اي وقت وموقع تختاره الاطراف التي تعتقد انها متضررة من قرار ما يتخذه رئيس مجلس الوزراء , وعليه فأن الاستسلام لرغبات الكتل في اعادة انتاج حكومة لاتختلف عن التي سبقتها هو مساهمة في الخراب وليس تصدياً له , وهو بالمقابل امتحان خطير لشخص رئيس الوزراء نعتقد ان نتيجته في غير صالحه . ان كان لتأريخه السياسي أو لطموحه في تأدية واجبه الوطني , والشجاعة والحكمة تقتضي أن يعلن للشعب أنه يريد تشكيل وزارة من المستقلين ودونها يعتذر عن التكليف , عندها سيقدم سابقة في العمل السياسي في العراق , تحسب له ولتأريخه ووطنيته , وسيكشف شاء أم أبى زيف المعارضين لطلبه , وسيسانده الشعب وكل قواه المدنية والاحزاب الوطنية التي تريد خيراً للعراق .