أسمّيْتُكِ سِرَّ الليلِ
فالدموعُ رفيقتُكِ في الليل القبيحْ
لن تستطيعَ عيناكِ إخفاءَ العمرِ الباكي
فقد علّمتني الحياةُ لُغةَ ما تُخفيهِ الصُّدورْ
والقراءةَ ما بين السطورْ
إنّي أرى ما لا يُرى
وأسمعُ أنينَ الجرح المستورْ
وحدتُكِ أفعى رقطاءْ ؟
وسرُّكِ مدفونٌ في غرفةٍ خرساءْ
قد تبرعينَ في خِداعِ النهارِ بالسرورْ
لكنّ الحُزنَ يا سيدتي أميرُ المساءْ ؟
أرهقكِ تصَنُّعُ الفرَحِ أمام عيونهم
كلُّهُم أغبياءْ ؟
كلّهُمْ خارجَ السِّرِّ وغرباءْ
يؤلمُكِ العيْشُ وحيدةً
تتمنّينَ الخلاصَ لكن في الخفاءْ ؟
تُناديهِ بصمتٍ
لن يأتي
يفصلُ بينكما جدارٌ
إذهبي أنتِ إليهْ
أطلِقي سَراحَ لسانكِ منكِ إليهْ
لعلَّ مكانَكِ يا سيدتي في عينيْهْ
قد تأخذينَ إغفاءةً بين ذراعيْهْ
فتتبدَّدُ الوِحدةُ القاتلةُ
ولن يبقى الفِراشُ بارداً
والزهورُ الذّابلةُ تنتعشُ من قطراتِ ندى هاطلةٍ من شفتيْهْ
أخرجي يا سيدتي من عتمة الليلْ
وافتحي شبابيكَ الهوى
قد يدخُلُ العُصفورْ؟
قد يولدُ السُّرورْ ؟
فتذهبُ الكوابيسُ بعيداً
وتمتلئ الغرفةُ الخرساءَ بأغاني الطيورْ
لا تبكِ فالبكاءُ يا سيدتي مفتاحُ القبورْ
وأنا لا أريدُ لكِ موتاً
إركبي متنَ حروفي
فحروفي قاربٌ آخى البحورْ
وقصائدي مصابيحٌ
تُزيِّنُ الليلَ الكئيبَ يا سيدتي بالنّورْ
******
حسن رمضان