لم تعد داعش مجرد منظمة إرهابية، بل أصبحت منظمة تعمل مثل جيش. ولم تعد جيشا فقط، ولكنها أصبحت جيشا يحتل أراضي في العراق وسوريا لإقامة حكم ذي أيديولوجية جديدة، متماشية مع المرحلة النهائية لتنظيم القاعدة. والحرب اليوم لم تعد حرب أفكار ضد جماعة متطرفة مؤلفة من شبكات متفرقة، تبعث برسائل استراتيجية براقة، ومحدودة القدرة التقنية الهجومية. لم تعد حربا ضد هجمات إرهابية محددة في أماكن معينة ومجرد تدابير لمكافحة الإرهاب.
لقد ظهرت داعش وتغذت على الظروف المعقدة التي تتسبب ، بشكل مستقل، باستمرار الوضع في العراق وسوريا في التدهور، بما في ذلك الانقسامات الداخلية الأهلية والطائفية، والقيادة الاستبدادية، والضغوطات الإقليمية الاستقطابية. إن تهديد داعش يتزايد، و يهدد بتدمير دائم للعراق وسوريا وبمحو تلك الدول الحديثة.
لقد أدت إجراءات داعش إلى عمليات قتل عرقية وطائفية واسعة النطاق. وهذا أيضا ما يجعل منها خطرا حقيقيا في المنطقة. لقد كانت الإبادة الجماعية والتهجير في العراق أمورا رهيبة روعت العالم كله.
وداعش هي أيضا منظمة جهادية عالمية تتشارك مع تنظيم القاعدة نفس الأيديولوجية التي تقود إلى رؤية تنبؤية ترى في تقدمها تدمير نظام الدولة الحديثة. إن داعش تشكل الآن تهديدا مباشرا لدول الجوار في الشرق الأوسط والغرب.
لقد كان تدخل المجتمع الدولي متوقعا، بالنظر إلى حجم هذه التهديدات والكارثة الإنسانية غير المسبوقة. في يونيو ومباشرة بعد إنشاء الدولة الإسلامية ، طلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة استخدام قوتها الجوية في الصراع الدائر. وكان على الولايات المتحدة تقييم الوضع أولا. وفي الاسبوع الماضي صدر القرار واستخدمت الولايات المتحدة القوة الجوية لأول مرة لتقديم أكثر من 114000 وجبة طعام و35000 غالون من المياه العذبة لتحسين أوضاع المدنيين في جبل سنجار. كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة أيضا أولا للمساعدة في الإخلاء الآمن لهؤلاء المدنيين، وثانيا، لمساعدة الجيش العراقي والبيشمركة في استعادة سد الموصل.
داعش تشكل تهديدا وجوديا على العراق، ولكن هذا التهديد يتعلق أولا وقبل كل شيء بالعراقيين أنفسهم.
لقد قال الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي: "ما سنفعله هو مواصلة استراتيجيتنا الأوسع في العراق ، سوف نقوم بحماية مواطنينا وسنعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية . وسوف نساعد على منع هؤلاء الارهابيين من الحصول على ملاذات آمنة لمهاجمة أمريكا من خلالها . كما سنواصل حث المجموعات العراقية على المصالحة، والتوحد والنضال ضد هؤلاء الإرهابيين لكي يكون لدى شعب العراق فرصة من أجل مستقبل أفضل.
"لا يوجد حل عسكري أمريكي للأزمة الأوسع في العراق. الحل الوحيد الدائم هو أن يعمل العراقيون معا ويشكلوا حكومة شاملة – حكومة تمثل المصالح المشروعة لجميع العراقيين، حكومة يمكن أن توحد البلاد في المعركة ضد داعش."
هل تعتقدون أن داعش تشكل تهديدا للمنطقة؟ ومن هو المسؤول عن وقف وهزيمة داعش؟