أصول سيبيرية
ولدت ماريا شارابوفا في بلدة " نياغان" السيبيرية الصغيرة، وعلى الرغم من أن هذه الرياضية تقضي معظم أوقات
السنة متنقلة من مكان إلى آخر إلا أنها أكدت أكثر من مرة أنها تفتخر بأصولها.
وتقول شارابوفا بهذا الصدد: " أفتخر جداً بأنني ولدت في سيبيريا، ومن الطريف جداً أن أسمع، كيف
يقدمونني في
الملعب في بعض الأحيان قائلين بأنني ولدت ليس في روسيا، بل في نياغان بسيبيريا، وفي كل مرة تصدح الأصوات في
المدرجات " واو!"، أي أن ذلك خبر جديد بالنسبة لهم، وهذا ما يدهشهم، وفي مثل هذه اللحظات أشعر بالفخر، حتى
أكثر من إعلانهم بأنني فزت ببطولة "رولان غاروس" وأنني المصنفة الأولى في العالم.
فتاة ثرية
بعد الفوز ببطولة " رولان غاروس"، صعدت ماريا شارابوفا إلى المرتبة الثانية في قائمة لاعبات التنس اللواتي حصلن
على أكبر جوائز مالية في تاريخ هذه الرياضة، فقد وصل رصيد اللاعبة الروسية حتى الآن إلى 31 مليون دولار فازت
بها في الملاعب، وبذلك تجاوزت في هذه القائمة الأمريكية فينوس وليامز، ولكن شارابوفا تتراجع وفق هذا المؤشر أمام
شقيقة فينوس الصغرى سيرينا التي تقدر جوائزها المالية بحوالي 55 مليون دولار، ومن أجل الحصول على هذه المبالغ
الخيالية فإنه يتعين على ماريا أن تفوز باثنتين وثلاثين بطولة.
وتقول شارابوفا في أحد لقاءاتها: " عندما أرى أقراني يركبون سياراتهم الفارهة، أدرك أنني كسبت أموالي بنفسي،
فأشعر بالرضا، وفي بعض الأحيان تشعر بتلك النظرات الحاسدة، عندما يلتفت أحدهم نحوك وهو يفكر: يبدو أن والد
هذه الدمية المدللة اشترى لها سيارة Range Rover، أما أنا فأقول: لا يا عزيزي، لقد اشتريتها بنفسي".
العفوية مقابل الخطة
لا تنفذ شارابوفا خطة التدريب، ولا تحلل مبارياتها، وتعترف بأن هذا الوضع يستفز جميع مدربيها، وبالنتيجة فإن
فوضويتها كانت أحد أسباب التي دفعت الاختصاصي السويدي المعروف توماس هولغستاد لترك تدريبها، فلم يتصالح
هذا المدرب مع أهواء تلميذته، وغادر منصبه بعد تعاون مثمر استمر ثلاث سنوات، ومنذ أغسطس/ آب من العام
الماضي تتدرب شارابوفا على يد جيمي كونورز المصنف الأول عالمياً في السابق ( 1974 ـ 1976).
وتعلق شارابوفا قائلة: " مهما تناقشنا قبل المباراة، إلا أنني أبدأ اللعب بطريقتي الخاصة، وبعد المباراة يقول لي المدرب:
ما هذا، هل أنت جادة، فلماذا أنت بحاجة لي إذاً؟ فأعتذر منه، ولكن في المرة التالية أعاود الكرّة من جديد".
وتتابع قائلة: " لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة شاهدت فيها مباراتي بالكامل، وهذا أمر سيء بالطبع، كما أنه ما يكدّر
مدربي، فقد كان يمكن أن يشعر بالسرور لو أنني جلست وشاهدت المباريات، وتوصلت إلى بعض الاستنتاجات، ولكنني
لا أستطيع أن أصبر أكثر من 10 ـ 15 دقيقة، وبالطبع فإنه من الرائع أن يشاهد المرء انتصاراته، ولكنني في حقيقة
الأمر لا أحب كثيراً الالتفات إلى الوراء، فكل ذلك سيكون بانتظاري عندما أتقاعد".
فتاة شرسة
لا تحب ماريا شارابوفا التحدث إلى الصحفيين، فالمؤتمرات الصحفية الدائمة، والمشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية،
والطلبات المستمرة لإجراء مقابلات، كل ذلك يثقل كاهلها، ويمكن لماريا شارابوفا أن ترد بشكل حاد على ممثلي وسائل
الإعلام، وقد تخرج عن طورها في بعض الأحيان.
" ما هي الورقة التي أخرجتها خلال المباراة؟ إنها قائمة المشتريات بالطبع، أنا هنا، على ما أعتقد، ألعب التنس، وربما
ليس من الصعب تخمين بأن تلك كانت ملاحظات حول المباراة".
" يا شباب، أنا أفهم أنكم صحفيون، وأن هذا عملكم، ولكن أبعدوا دفاتر ملاحظاتكم، أبعدوا " مقاييس الصراخ" ( يصل
الحد الأقصى لصراخ ماريا شارابوفا في أرض الملعب إلى 105 ديسيبل، ما يعادل ضجيج محرك طائرة نفاثة ـ
المحرر)، انسوا شرطة الأزياء، اتركوا كل ذلك، وشاهدوا المباراة بعيون المشجعين، انسوا كل شيء وتابعوا اللعب فقط،
يبدو لي أنه بعد ذلك سوف تظهر لديكم أسئلة مثيرة للاهتمام".
من أجل السلام في كل العالم
في شهر فبراير/ شباط 2007 أصبحت ماريا شارابوفا سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وتستغل شارابوفا
شهرتها من أجل لفت الانتباه نحو القضايا الملحة في العالم، وأكثر ما يقلق الرياضية الروسية نقص المياه العذبة في
أفريقيا، ومشاكل إدمان المخدرات في البلدان النامية والحفاظ على الثروات الطبيعية للمناطق، وتعترف الرياضية بأن
مؤتمرها الصحفي الأول في الأمم المتحدة كان أحد أكثر المواقف توتراً في حياتها المهنية.
" لقد كنت طوال الوقت أتصبب عرقاً بارداً، ودعونا نقول بأن ذلك كان غير عادي، مثل السؤال عن كيف كانت ضربتك
من جهة اليمين اليوم؟ فقد سألني أحد الصحفيين عما يجب أن يفعله الناس حتى لا تكون هناك حروب وفقر، آنذاك
شعرت فجأة بأنه لا مانع لدي من أن أتحدث عن الضربة من جهة اليمين".
واخيرا مع بعض الصور للحسناء الروسيه..