السلام عليكم
الشموع والنهر وهمس التوسلات تعانق وجه دجله عند مقام ( الرجل الصالح ) خضر الياس (ع) الواقع قبالة مدينة الطب في جانب الكرخ أسفل جسر باب المعظم
في هذا الموقع وخلال قرون ماضية شوهد رجل يتوضأ عند جرف النهر ويصلي فما أن تقرب منه
أحد المراقبين أختفى عن الأنظار وتناقلت الناس الخبر
وأصبحت هذه البقعة لديهم مباركة ليقبل ذوي الحاجة ومن له مشكلة لزيارته والدعاء الى الله بمكانة العبد الصالح بعدها تم بناء قبة وتحتها غرفة أشبه بمسجد صغير للصلاة توقد فيها الشموع والبخور
وتقام الصلوات كلها تقربا الى الله بمنزلة خضر الياس ( ع ).
وفي مكان قريب من المقام ثمة بئر عميقة سيجت بأسوار حديدية يقال أن ماءها عذب
ويحافظ على مستواه ولا علاقة له بنهر دجلة الذي يبعد عنه بأمتار قليلة ،
من هو خضر الياس؟
هو إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن سام بن نوح عليه السلام, وترجع لفظة الياس الىأصل يوناني ومنقولة للعربية كما هي ( الياس ) وهو النبي ( إيليا )
وتعني بالمعنيين (الله هو القدير وهو الرب والكائن الله), عاش في القرن التاسع قبل الميلاد
وجاء ذكره في الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد ويقال أنه أشتهر بالمشي
فوق الماء كرامة له من الله وفي زمانه أقفرت الأرض وجدبت لمدة ثلاثة أعوام لينزل الغيث بدعوته الى الله فخضرت الأرض ولقب (بالخضر)، ويروى أنه أشتهر بلبس العباءة الخضراء
فقيل له ( خضرا ) وتعني كلمة الخضر في الكتاب المقدس عند النصارى بـ(النبي القديس) الذي بعثه الله وهو محجوب عن أبصار الكثيرين من الناس أكرامً له من رب العزة.
إن لهذا النبي عصوراً ممتدة منذ زمن ولادته حتى وقوفه بين يدي الله وأن الكثيرين من المؤمنين به ومن ديانات شتى، المسلمون واليهود والنصارى والصابئة والأزيدية يلجأون اليه وقت الشدائد والضيق
ويلبي دعواتهم في الحضور دون رؤياه وهكذا لقب ( بحي الدارين ) حياة الدنيا والآخرة.
و مقامات نبي الله الخضر منتشرة في أصقاع الأرض ومغاربها وقرب الأنهار والبحار ففي العراق يوجد مقامه المعروف في جهة الكرخ من بغداد وفي مسجد الكوفة
وفي أسطنبول بتركيا وفي فلسطين
بحيفا وفي نيسابور وفي سورية بحلب