باشرت وزارة السياحة والآثار العراقية منتصف شهر أيار/مايو الحالي بوضع حجر الأساس لمشروع "متحف العراق الكبير" في منطقة المنصور وسط العاصمة بغداد.
مقالات ذات صلة
خطة لتشييد ’متحف العراق الكبير‘
العراق يستعيد 80% من تحفه المسروقة
وزارة السياحة والآثار تبحث إنشاء "المتحف العراقي الكبير"
وقال مستشار وزارة السياحة العراقية، سعد الخالدي، في حديث لموطني إن المتحف الجديد سيضم 35 قاعة كبيرة مخصصة لعرض الآثار العائدة لحضارة وادي الرافدين، ابتداء من عصور ما قبل التاريخ وانتهاء بالفترة العثمانية.
وأشار إلى أن المتحف سيضم أيضا قاعات عرض إلكترونية حديثة وصالات للمؤتمرات والضيافة وأخرى للتدريس وإلقاء المحاضرات من خلال استضافة خبراء الآثار والمعنيين في تاريخ حضارة وادي الرافدين.
وأوضح أن أربع شركات عراقية تقوم بتنفيذ المشروع بإشراف شركة بريطانية، مضيفا أنه من المتوقع انجاز المشروع خلال عامين وبكلفة 11 مليون دولار.
بديلا للمتحف الوطني العراقي الحالي
وأكد الخالدي أن المتحف الجديد سيكون بديلا للمتحف الوطني العراقي الحالي الواقع في منطقة العلاوي ببغداد، حيث أدى استعادة الآثار العراقية المسروقة خلال السنوات الماضية إلى ازدحام المتحف القديم وعدم كفايته لعرض كافة النفائس والآثار، فضلا عن محدودية استيعابه للزوار.
ولفت إلى أن ازدياد عدد السياح الأجانب في العراق عقب التحسن الأمني الذي تشهده بغداد مقارنة بالسنوات الماضية ساهم في إنشاء المبنى الجديد.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الهيئة العامة للآثار والتراث، مظهر الزهيري، في حديث لموطني إن "المتحف القديم سيضل مفتوحا حتى الانتهاء من بناء المتحف الجديد".
يذكر أن الحكومة العراقية كانت قد خصصت في كانون الثاني/يناير الماضي قطعة أرض في مطار المثنى بالعاصمة بغداد لبناء المتحف، ضمن خطة أعدتها وزارة السياحة والآثار لتأهيل المتاحف.
متحف لحضارة العراق
وأشار الزهيري إلى أن "المتحف الجديد سيشيد على أرض تبلغ مساحتها 5000 متر مربع".
وأضاف أنه سيضم "سلسلة حضارية أثرية متكاملة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ مرورا بحضارات السومريين والآكديين والبابليين والأشوريين وعصر الاحتلالات الأجنبية للعراق التي بدأت بسقوط بابل على يد الاخمينيين فالسلجوقيين ثم فترة احتلال الاسكندر المقدوني ومن ثم الفرثيين والساسانيين، وصولا الى العصر الإسلامي وانتهاء بالعهد العثماني".
من جهته، قال وزير الثقافة العراقي، سعدون الدليمي، في حديث لموطني إن "المتحف سيكون متحفا لحضارة العراق التي تمتد لـ 5000 عام، وسيكون الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث مساحته وعدد التحف واللقى الأثرية المعروضة فيه".
وبين الدليمي أن العراق توصل إلى اتفاق مع سبعة دول أوروبية وثلاثة آسيوية لاستعادة قطع أثرية مسروقة دون مقابل والتي يعتزم العراق إضافتها إلى مجموعة القطع الأثرية التي ستعرض في المتحف الجديد.
وأوضح أن المتحف الجديد سيضم أربع بوابات عملاقة، يبلغ ارتفاع الواحدة منها 25 مترا وتضم رسوما ومنحوتات تحاكي حقب مختلفة مرت على العراق.
مشيرا إلى أن كل بوابة ستسمى باسم حضارة تاريخية نشأت في العراق، فيما يحوي فناءه الخارجي على حدائق على الطراز البابلي القديم شبيهة بالجنائن المعلقة.
بدوره، رحب رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي، علي الشلاه، في حديث لموطني ببناء المتحف واصفا إياه بأنه "انتصار لإرادة الخير على الشر وقوى الإرهاب".
وأكد الشلاه أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح العديد من الصروح الثقافية والأدبية والفنية في العاصمة بغداد رغم المحاولات المتكررة للإرهاب لاستهداف الفن والثقافة والحضارة العراقية.