لا أدَّعي النُّبُوَّة
***
أنا لستُ الذي كادَ يذبحُ ابنَهُ لأمرٍ في منامْ
و لستُ مَنْ أشعلَ النارَ في أرضِ السَّلامْ
أنا لستُ قائدَ السَّفينةْ
و لستُ الذي تحدّى اللهَ في يومٍ من الأيامْ
أنا لستُ صاحبَ العصا
و لستُ من جنودِ فرعونَ يا سيدتي كي أُلامْ
أنا لستُ الذي ناداها من تحتها كي تهُزَّ النخيلْ
ولستُ مَنْ صلبَ ابنَ مريمَ في ظلامْ
أنا لستُ مَنْ راوَدَتْهُ " زُلَيْخا "
و لستُ مَنْ رماهُ في البئرِ في ذاتِ عامْ
أنا لستُ مَنْ جاءَهُ الوحيُ في " حرَّاءْ "
و لستُ مَنْ أبدَلَ اللهَ قبلَ طهَ بأصنامْ
أنا يا سيدتي
رجلٌ ما ادَّعَيْتُ نُبُوَّةً
وما كنتُ في الجهة الأخرى
لكنّي خارقُ القوّة
أنا شاعرٌ أُبشِّرُ بالأملِ الآتي
أنثُرُ على ثغورِ الصَّباحاتِ كلماتي
حروفي جسورُ عبورْ
تعرفني الزُّهورْ
أحملُ الفرحَ على كتفي
وحرّيّتي يا سيدتي كُلُّ حياتي
أنا ما ارْتَضيْتُ أنْ يكونَ التُرابُ أسيرا
ولا أنْ أعيشَ في وطني غريباً أو أجيرا
سلاحي قلمي
ذخيرتي دمِي
وطريقي نفسُ الطريقِ الذي رسَمَهُ الشهداءْ
إنّي انتمَيْتُ يا سيدتي الى كربلاءْ
فضَّلْتُ على الذُّلِّ كرامةَ عيشٍ وإنْ تلوَّنَتْ بالدِّماءْ
لو تغرَّبَ العربُ كُلُّ العربِ أنا باقٍ عربي
لو تهوَّدَ العربُ كُلُّ العربِ أنا باقٍ عربي
تبقى فلسطينُ حبيبتي
تبقى القُدْسُ مدينتي
وتبقى حروفي مشاريعَ ثأرٍ لألفِ نبي
أنا يا سيدتي أغنية الحصَّادينْ
حقولُ القمحِ تحفظُني
سَلِي عنّي البيادرَ والسَّنابِلْ
شجرُ الليمونِ يحفظُني
سَلِي عنّي البساتينَ والبلابلْ
وموجُ البحر يحفظُني
سَلي عنّي القواربْ
في دفتري كُلُّ التجاربْ
لحنُ الغرامِ بجُعبتي
وبجُعبتي عِشقُ المُحاربْ
والنَّصْرُ دوماً جانبي
يا حلوتي لا تهرُبي
خمْرُ الغرامِ مُقدَّرٌ
من خمرِ حرفي إشربي
إنّي أعدْتُكِ طِفلةً
ولقد أمرْتُكِ فالْعَبي