لسان الضاد .. وأندحار الحروف والكلمات
محمود كامل الكومى
أنا ان سألت التراب فيما حزنك ؟
لقال التراب :أن تمشى فوقىَ العاهرات .. أن يمشى فوقى الفاسدون المرتشون .. والعملاء الخائنون
فقط بى عطش ل خطو “جمال ” عسى أن يطهرنى من عفونتكم !!
…….
مازال العفن تفوح رائحته وتزكم الأنوف , والدم يسيل ويتجاوز الحنايا والدروب ليجرى في الشوارع والميادين , ورغم القتل والدمار والخراب , فالعهرُسيد الأخلاق , أو بالأحرى قد ساد , وعلى جثث الأطفال والنساء والشيوخ , أنتشر الفساد وغدت الرشوه طريق للديار .. أى عار !!هل راج الأتجار بالأرواح ؟ فربح العربان تيجان الشيطان , وصاروا يبحثون عن موارج من نار , يلهبون بها ظهور بنى جلدتهم في ساديه ونشوه ,وكأنهم تحفهم الجنان , أبداً لقد صاروا خصيان وعميان وندمان , فبأى آلاء ربكما تكذبان.
كان سؤالى للتراب , لأنى لم اجد من بنى البشر من راعه الحزن , على ما صارت عليه أمه العرب وما انحدرت اليه من ذله وهوان , فلاقيمه للروح الانسانيه ولا تمسك بالأخلاق المحمديه , ولاسماحه عيسى ومريم القبطيه , و لاموسى قد صار عند بنى اسرائيل نبيا , صارت النفس البشريه ظلاما الى عصور الجاهليه , فلا الكلمات النديه عادت تروى عطش المريدين لنهضه علميه , ولا حروف الهجاء باتت تُكون الكلمه الطيبه لتصير شجره يا نعه جذورها ثابته في الارض وفروعها في السماء العليه وغدت الحروف الهجائيه تصير عكس مايرمى اليه قرآن محمد بن عبد الله رسول الانسانيه … الألف (أقرأ) صارت (أمحو) , والباء (بيت ) غدت (بمب) والتاء (تاج ) بدت (تحت) , والثاء (ثناء) تحولت (ثنى), والجيم (جمع) أندثرت (جمر), والحاء (حياه) نهقت (حمار) , والخاء (خير) شحت (خراب), والدال (داعى)الى الخراب صارت (داعش), والذال ( ذهب )أنطفأت (ذعر),والراء (رغد)بدت ( رهبه), والزين ( زينه)تحولت ( زنديق ) ,والسين (سُنه)فأذا بها (ساحر), والشين (شباب)فأذا بها هرمت (شيوخ), والصاد ( صديق ) هوت ( صفيق), والضاد ( ضليع )فأذا به (ضبع),والطاء ( طه ), فبدت (طنين), والظاء ( ظهور ) الى (ظنون),والعين (عين)أغلقت الى (عِند), والغين (غناء ) صارت نشاز (غبن),والفاء( فرح )فالآن (فناء) , والقاف (قلب )توقفت عند (قبر) , والكاف (كبير ) نبُحت عند(كلب), واللام (لحمه )تلاشت واصبحت (لخمه), والميم (محمود ) الى (منبوذ ) قد صارت , والنون (نور) تحولت الى (نار),والهاء (هامه)انخفضت الى (هدم) , والواو (وهاب) غدت (وحدى), والياء (يَحيا ) فكان الفناء لها طريق (يموت ).
على طريق الدواعش الكل قد صار حتى من يقاتلهم بدى وكأنه يركب حمار , او يركبه الحمار , فبدى النهيق , من الكُتاب والجهال يصم الآذان ,فهم من هللوا للغزو الأمريكى لبلاد الرافدين ولم يكلفوا انفسهم عناء ما يبغى اليه العم سام , من بذر بذور الدواعش على ضفاف الفرات في بلاد الشام والعراق , ولاحت في أفقهم المحاط بأقفال الفهم للكلمات أن ما يجرى في سوريا من قتل وترويع وخراب ودمار على يد جماعه الأخوان وما تسلسل منها من عبدت الشيطان من جماعات الأرهاب , ثوره العصر والزمان
وقد مهدوا لذلك بتحويل قاموس الكلمات الى ما سقناه من معان تدنت بهم الى سوء الفهم لا أقول وانما الى السقوط فيما نصبه لهم الاخطبوط من خيوط .
في قلب الخليج العربى شيطنت الامبرياليه والصهيونيه عربه صنعوا لها بغلا يجرها الى مبتغاهم بعد ان شيطنوه فعاق ابوه وعلى جثته صار أمير البغال القطريه وبمكيده زوجته اجتثته وبدى تميم يكيل لابيه ماكاله الاب لجده , كان الشيطان يقبع في قناه الجزيره وكان الكل ينتظر ان تغدق , فلا من شنفوا آذاننا من كتاب ورواد فكر وصحفيين ورجال أعلام , قد أعملوا الفكر والسياسه ليتداركوا مبتغى قناه المخابرات والعماله وماترمى اليه من اشعال النار في كل الاوطان العربية , ولاهم ابتعدوا , لكن الكل من اجل المال قد انحاز , فالكلمات عندهم لم تتجاوز المعانى الانسانيه لكن كانت وكما سبق ان بينا تخلق من العدم والى الشيطان تنتسب , فمن منهم قد ساير مبتغاه وهو في قناه الجزيره مازال يمنى النفس الحقيره , ومن تركها عاد فأى عود بعد أن مكنت لها في الارض!!!!!!!!!!!!!!. وبدت قناه الجزيره ,أسف أقصد الحقيره هى الحضن الدافىء لجماعه الأخوان المسلمين , وبوق الدعايه لمبتغى الأعداء في تشويه صوره الاسلام والمسلمين , منطلقين من قاموس الكلمات التى صارت معانيه الآن تثير الغثيان .
وفى ليبيا كانت الطامه الكبرى , فلم تجد الكلمات لها من معان سوى احقرها وأقذرها , فأندثرت من القاموس قيم الاخوه والوحده العربية والكرامه الانسانيه , فأستدعى العربان شياطين البحر والجو الطامعين في ثروه الشعب الليبى من حلفاء الاطلنطى , لكن الادهى والأقذر ان العربان من خونه الحكام في قطر وآل سعود والأمارات قد شاركوا العدوان بشحومهم ولحومهم المهترأه , وساير الكُتاب منطق العدوان وهللوا لتحرير ليبيا من الاستعمارالقذافى , وحين مقتل القذافى صار البلسم الشافى للعرب , وكأن فلسطين حررت وقتل زعماء الصهاينه وطهرت القدس مسرى نبينا , لكن عزاؤنا بل جهلنا ان معانى المفردات والابجديات قد صارت لاتبغى الآن الا الهوان , و ليس بعده الا الجنان.
وعلى ضفاف النيل كانت ورقه التوت اللى غطت عوره حكم جماعه الأخوان , ولم يدرك الاخوان من الكُتاب واصحاب الياقات المنشاه أن ما حدث كان بعنايه الله ولم تكتمل المؤامره والا صارت مصر مقبره , فلا مصير سوريا كان يكفى ولا العراق يشفى فمصر كانت الهدف من المؤامره أما قد اجهض الهدف فالكل كان مفروضا ان يقف في حذر وانتباهه حتى يتحق الاستقرار الى منتهاه , لكنها كانت المسخره فصار الكلام لايدرك حتى الخطى وصارت البغبغه والتشدق بحريه القتله
وتحميل البلاد بالعثرات وخيانه المنطلقات , والسفافس والتقول على رئيس البلاد , وهنا تبقى الآيه في شرعتهم متفقه طالما قاموس الاحرف والكلمات عندهم منخفضه وصارت على معانيها الهابطه فترسخت في وجدانهم هكذا
فصار الضلال عندهم بينه .
وتبقى فلسطين عاش من اجلها وصنع ثورته على ارضها ومات وهو يوقف نزيف شعبها هكذا ناضل جمال عبد الناصر , فأغتالوه ميتا , ومهدوا لحرب من نوع آخر لتحرير فلسطين استنسخوها من قاموس كلماتهم واحرفهم المجافى للقيم والمثل الانسانيه والنضال من اجل الاستقلال والحريه , وبدت الحرب الصهيونيه على شعبنا الفلسطيني في غزه نتيجه هذا الذى قد صار , فحماس لم تعد مع فلسطين لكنها تعيش على وهم دوله الخلافه ويتاجر بها جماعه الأخوان , فيصير النضال في سوريا والعمليات الاستشهاديه في القصير , ويبقى عملاء الصهيونيه في قطر وتركيا ممول سخى لمشعل وهنيه , وتسيل الدماء الفلسطينيه البريئه للاطفال والشيوخ والنساء على انغام المدافع الورقيه للكُتاب يصوبونها في كل اتجاه لمصر تاره ولدوله عربية ثانيه مره ولاخرى على استحياء , وتشابكت الشعوب العربية نتيجه هذا الهراء , وترك العدو الصهيوني يرعى هنا وهناك ويستبيح دم اطفالنا وشهدائنا الفلسطينين يروى عطش الارض الذكيه لتحريرها من غصب الصهيونيه وأعادت مقدساتها الينا على طبق من ذهب , ونحن نقلب الكلمات ونستنسخ المعانى من النعاج والبغال , حتى صرنا من الخصيان والعميان و صارت عفونتنا تزكم الانوف .
وهنا , نقف
ل نعيد السؤال على التراب من جديد ونسأله
فيما حزنك؟
فيعاود أن تمشى فوقى العاهرات ,أن يمشى فوقى الفاسدون المرتشون العملاء ..
وللمستقبل يجيب فقط بى عطش لخطو “جمال ” عسى أن يطهرنى من عفونتكم.
كاتب ومحامى – مصرى
خاص بانوراما الشرق الاوسط
.