النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

سوريا وطـن

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 413 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    سوريا وطـن

    سوريا وطـن




    ثريا عاصي

    إذا إقتحم جنود المستعمرين الإسرائيليين منزلك لا «تشمر» للصلاة. بل تبحث عن وسيلة تجنب بواسطتها أولادك ونفسك أذيتهم . وإذا هاجموا بلدتك لا تنهض مسرعاً إلى المسجد أو إلى الكنيسة تذود عنهما. فدور العبادة هي بيوت الله، والله ليس بحاجة لمن يحمي دياره. ألم يتوافق أسياد قريش على أن «للبيت رب يحميه» فتركوا أبرهة في غيّه إذ أراد هدم البيت العتيق!
    ما أود قوله هو أن سوريا تتعرض منذ ما يقارب الأربع سنوات، لحرب إستعمارية الغاية منها تفرقة السوريين وتشتيتهم، بالإضافة إلى تدمير البلاد بقصد إلغاء الدولة في سورية. فيسكت «قلب العروبة النابض» كما أسمى سوريا ذات يوم، الرئيس جمال عبد الناصر.
    ما حملني على تناول هذا الموضوع هو أن الحرب الإستعمارية المذكورة تتغشى زورا وبهتانا بالدين الإسلامي. إذ لا يكاد أن يمر يوم دون أن يـُتحف رجل دين مسامعنا بفتوى ما أنزل الله بها من سلطان. فقالوا بوجوب «إرضاع الكبير» و«طهارة بول البعير» وضرورة «إجتثاث» الفئران وفرضوا جهاد النكاح. هذا يحرم الجهاد ضد المستعمرين الغاصبين الإسرائيليين وذاك يحلل قتل من لا يتـّبع دعوته إلى وضع اليد بيد الولايات المتحدة الأميركية. لا تسل عن تفشي «الإمارات الإسلامية» في بلاد العرب كأنها جراثيم تنتشر في جسم فقد مناعته أو أورام خبيثة تنهش فيه.
    بداية قالوا أن الإسلام يمثل خطورة على الغرب. وأن الصراع العقائدي إنتهى بإنتهاء الحرب الباردة ليحل بدلا عنه صراع الحضارات. الذي صار بحسب رأيهم محرك للتاريخ. في مضمار دراسة هذه التحولات يزعمون بأن العلاقة بين حضارة الإسلام من جهة والحضارات الأخرى من جهة ثانية تتسم بالعنف. بمعنى أن جيرة المسلمين ليست مريحة للشعوب غير المسلمة. «يصعب على المسلمين أن يعيشوا بسلام مع جيرانهم» لا سيما أن المنازعة بينهم وبين جيرانهم سرعان ما تتطور إلى حرب بين الحضارات. كما حدث في الحرب ضد العراق وقبل ذلك في الحرب ضد السوفيات في أفغانستان. (صراع الحضارات صموئيل هنتاغتون).
    تأسيسا على أن الإسلام مصدر خطورة على حضارة الغرب، إنطلقت حملات التحريف والتزييف إعدادا للرأي العام الغربي لكي يتقبل المجازر والتدمير في البلاد التي صنّفت إعتباطا إسلامية، ويبرر تصفية وإغتيال أي ناشط سياسي تقدمي عروبي، كونه مرتبطا بالإسلام بشكل أو بآخر، حتى لو كان علمانيا أو مسيحيا أو ملحدا. لنتذكر على سبيل المثال، المناضلين الفلسطينيين الذي اغتيلوا في بلاد الغرب، وقبلهم المغربي المهدي بن بركة. لنضع نصب أعيننا الفواجع التي نزلت بالعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين والليبيين واليمنيين والجزائريين والسوريين، التي كان إستخدام الدين الإسلامي بالإضافة إلى «الحضارة الغربية» عاملين أساسين في وقوعها، تحريضا وتعبئة وتسليحا أحيانا، وعدوانا مباشرا أحيانا أخرى.
    لا يتسع المجال هنا للبسط والتوسع في موضوع يشغل منذ ثمانينيات القرن الماضي الإعلام ومفكري الدعاية الغربية الذين هللوا للديمقراطية في ليبيا، أعني محاولة «أسلمة» السرقة، الإتجار بالمخدرات، الجريمة، المخالفات القانونية وأداء صلاة الجمعة على أرصفة المدن الأوروبية بالإضافة إلى ختان الفتيات، الحجاب، وتعدد الزوجات.
    تجدر الملاحظة هنا أنه بالتلازم مع ذلك وبفضل الأموال التي تتدفق من حيث نعلم جميعاً، بحجة بناء مساجد أو تدريس القرآن، ظهرت ونمت الحركات والجمعيات السلفية في أوساط المهاجرين في الغرب. كرد فعل أو نيتجة لحملات التحريض والتجريح التي يتعرض لها الأخيرون. هكذا وقع المساكين بين مطرقة اليمين الأوروبي، العنصري، واليساريين المزيفين أيضا من جهة، وسندان الجمعيات السلفية من جهة ثانية، التي كانت تلقنهم بدورها الكراهية والبغضاء ضد الآخر. تجدر الإشارة هنا إلى أنه خرج من هذه البيئة الإسلامية المأزومة في أوروبا، الكثيرون من «المجاهدين» الذين أرسلوا إلى سوريا.

    يحق لنا أن نفترض، أن الأولوية نفسها، أي أموال مجلس التعاون الخليجي وعسّف السلطة وغباؤها واستهتارها، أدت إلى انتشار المساجد وتكاثر الجهاديين، في البلاد التي تريد الولايات الأميركية والمستعمرون الإسرائيليون جعل الأوضاع فيها ملائمة لتمدد نفوذهم.
    مجمل القول أن المسألة المركزية هي كيف الخروج من «حرب الحضارات» التي أشعلها حضاريو الغرب. فجندوا لها الجهاديين الرعاع، الذين تلقنوا تعاليم ليس فيها من الإسلام إلا الإسم. تحلل قبائح الأعمال وشنيع الأفعال. هذا إذا سلمنا أن ظروف هذا العصر لا تختلف عن ظروف الزمان التي أنزلت فيها الرسالة المحمدية واقتضت آنذاك الإلتفاف الجماعي حول حامل الرسالة في مجتمع قبلي متخلف شعاره «انصر أخاك ظالما أو مظلوما».
    من المعروف أنه في حرب الحضارات، كمثل تلك التي وقعت في أفغانستان، لا ينتصر المقاتلون، ولكن ينتصر الذين يصنعون الصواريخ ويملكون الأموال. أما المقاتلون فيتحولون إلى «جهاديين» في سبيل «مبادئ إسلامية»، على حساب الأوطان والسياسات الوطنية القومية الليبرالية أو الإشتركية. هم ضد الغرب، ولكنهم يقبلون مساعدة هذا الأخير من أجل تخريب بلاد عربية وإسقاط الدولة فيها ! أفرغ الدين من روحانيته فصار مهنة!
    لا يمكن الإنتصار على الغرب في حرب الحضارات، دون تعطيل الأدوات التي يستخدمها. في المقام الأول نجد «الجهاديين». هذا يعني الإيمان بالوطن وترسيخ دعائم الدولة. بكلام أكثر وضوحا وصراحة، يقاتل السوريون دفاعا عن وطنهم وحفاظا على دولتهم وإلتزاما بهويتهم. ينبني عليه أن «الجهاديين» الذي توكلوا بالتوافق مع المستعمرين، هدم الوطن وإلغاء الدولة ومحو الهوية العربية السورية هم مرض خطير يحتاج الشفاء منه إلى علاج كفيل بأن يمنع تكاثرهم ويحد من إنتشارهم. فضلا عن كفاح أسباب وجودهم وبقائهم.
    من البديهي أنك لا تقاتل في سوريا نـُصرة لجماعة أو لأتباع طائفة دينية أو مذهب. لا تقاتل حفاظا على مسجد أو كنيسة. لا تقاتل خدمة لحاكم. بل تقاتل من أجل سوريا لأنها علة كينونتك ووجودك. سوريا ليست مسجدا او كنيسة. سوريا وطن. جميع الذين يقاتلون دفاعا عن سوريا، يخوضون حرب تحرير وطنية سورية عربية. أن الوحدة هي شرط أساسي للإنتصار بالضد من التحزب القبلي والطائفي والمذهبي.

  2. #2
    من اهل الدار
    the hide
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,325 المواضيع: 62
    التقييم: 458
    مزاجي: تحت رحمة الله
    أكلتي المفضلة: محروك اصبعه..فلافل
    موبايلي: طابوكة
    آخر نشاط: 15/December/2014
    شكراا

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,345 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11974
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    مقالات المدونة: 19
    شكرا على الطرح

  4. #4
    Sh❤A
    العاشقه العلويه
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: العراق_-النجف
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,695 المواضيع: 25
    التقييم: 616
    مزاجي: متفائله ^_~
    المهنة: طالبة
    أكلتي المفضلة: بيدزا
    موبايلي: كالكسي 5
    آخر نشاط: 27/November/2022
    مقالات المدونة: 5
    عاشت ايدك ع الطرح المميز

  5. #5
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شاكرة لكم هذا المرور

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال