كل شيء بدأ من اصبع القدم الرابع، فبينما تترك الطيور والديناصورات آثار أقدام بثلاثة أصابع، هناك عدد قليل من الديناصورات لديها اصبع رابع في خلف القدم، والذي تستخدمه الطيور للوقوف على فرع شجرة.
وعندما رأى انطوني مارتن أثرا فيه أربعة أصابع ترك في الصخور الأسترالية، منذ أكثر من 100 مليون سنة، عرف وقتها انه كان يبحث في شيء خاص جدا، وأنه عثر على أقدم بصمة لأول طائر معروف في العالم.
وقال لخدمة كريستسان ساينس مونيتر "الأثر يبدو مألوفا، وكأنه وجه شخص رأيته من قبل ولكن لا يمكنني أن اتذكر اسمه.. ثم أدركت من صاحب الأثر.. حيث كنت قد رأيت العديد منه قبل ذلك.. كان أثر الطيور، مماثلا لذلك الذي يطبع في الرمال والطين من قبل البط أو غيره من الطيور الساحلية".
وفي غضون دقائق، كان متأكدا مارتن من أنه كان يبحث في بصمة صغيرة، مماثلة في الحجم إلى طائر البلشون في العصر الحديث أو البلشون ذو ثلاثة ألوان، وكلاهما ترك آثار أقدام بأربعة أصابع مميزة.
وفي حين أن ليس كل الطيور في العهد الطباشيري كان لها "إبهام" في خلف القدم، لكن في واقع الأمر فإن بعض الديناصورات من ذوات الأقدام كانت تملكه، وكان العلماء يعتقدون أن أثر أربعة أصابع نحيلة مفلطحة تعني دائما الطيور، وفقا للدكتور مارتن.
فالديناصور ريكس، على سبيل المثال، كان له اصبع رابع خلفية قرب وتر العرقوب، ولكن لأنه مرتفع لا يظهر في البصمة. ويقول مارتن "في أقدام الطيور هناك اصبع رابع، يوضع على الأرض بينما تسير الطيور".
والبصمة التي اكتشفها مارتن، ظهرت على لوح من الحجر الرملي مع اثنين من آثار الأقدام الآخرين. وكانوا جميعا من نفس الحجم تقريبا، ولكن اثنين فقط من ثلاثة أظهرت دلائل على وجود إبهام القدم، مما دفع مارتن وزملاؤه إلى الاستنتاج بأن اثنين من الطيور وديناصور بحجم طائر طبعوا البصمات الثلاثة.
ويقول مارتن "لأن الأثر يجف بسرعة في الرمل الرطب، فيجب أن يكون الثلاثة قد طبعوا بصماتهم ربما في نفس اليوم.. فالديناصورات والطيور تقاسمت النظام الإيكولوجي، تماما كما الحيوانات الحديثة قد تشترك في حفرة سقي".
وتم العثور على صخرة التي تحتوي على آثار الأقدام في عام 2010، من قبل شون رايت وألان تيت، وهما اثنين من المتطوعين من متحف فيكتوريا في ملبورن بأستراليا.