2- البحث الطويل
كانت ماريا متشوقة لسماع قصة البحث عن الأخ لكن حياءها منعها من طلب التوضيحات من رقية حتى لا تظن انها متطفلة و فضولية ... لكن الحقيقة انها فضولية جدا ...... ( الان اعرف شخصا يتصف بهذا وجدا ههههههههههههه )
نظرت الى رقية مرات عديدة فعلمت مرادها وبعد صمت طويل حركت شفتاها لتقول:
" كانت امي امراة شابة جميلة لكن الفقر والألم الي كان يعشش في بيتنا الصغير جعلها الشابة العجوز وعندما انجبت اخي رافع ( اسرار بلا عنوان لا تقولي اي شيء هههههههه اعرف انك تتنهدين وتقولين وايضا اولاد اندونيسيا يتسمون باسماء عربيه ههه ماذا افعل لا شان لي هذه ليديا قبل سنوات هههه) ... وعندما انجبت اخي رافع أخذ منها المرض مأخذا عظيما ... كنت يومها في التاسعة من عمري وكان ابي يجهد نفسه كثيرا ليدفع تكاليف علاجها .. كان يتعرض للاهانات ولكنه لم يكن يبالي .. ظل هدفه امامه لم يأبه باي شيء ... اضطررت لترك الدراسة مؤقتا لان والدي اهملنا جميعا من اجل امي ... خرجت لاعمل في الحقول واحصل على بعض الطعام والفواكه زكان ابي فخورا جدا بي .... "
سكتت رقية قليلا ولحظت ماريا الدموع تتصارع في مقلتيها ... كانت ستطلب منها ان تكف عن سرد الماضي الأليم وتنظر فقط الى الاشياء الجميلة .. لكنها لم تفعل .. فقد لحظت مع ذلك حماسا باديا على وجه الفتاة وهي تكمل لها الحكاية
" ... والغريب ان امي كانت تحتفظ ببعض الجواهر .. وكان ابي يريد ان يرهنها ليوفر لها العلاج اللازم .. لكنها كانت تقول له : لا تلمس هذه الجواهر لانها لرقية وحدها .. هذه الجواهر كانت لجدتي ثم لأمي وغدا يجب ان تكون من حق ابنتي انا سأموت على أي حال ...."
تنهدت رقية وقالت بصوت اجش - كم احبها .. وكم أشعر بالنقم على ظروفنا تلك -
أحبت ماريا رقية لهذا كانت تود ان تعرف المزيد عن قصتها .. أغمضت رقية عيناها واستنشقت الهواء بقوة ثم تابعت قولها: " .... ماتت امي .... نعم... بعد يومين ماتت"
تفاجات ماريا وأحست بفتور في ساعديها ثم قالت : " إنا لله وغنا اليه راجعون .. لا تحزني يا صديقتي ... دعك من كل هذا ... الزمن كفيل بان ينسيك كل مر ....
نظرت رقية الى الارض ثم الى السماء عبر نافذة السيارة وعادت لتقول: بعد عشر سنين عشناها الى جانب والدي في سرور . حصلت على منحة للدراسة في الجامعة وكان اخي رافع يدرس في المرحلة الابتدائية وكان الفصل شتاء وفي ليلة من لياليه انتظرنا ابي طويلا لكنه لم يأت .. كان يختلجني احساس أن أمرا سيئا قد حصل له ... .. وفي الصباح اتانا نبأ وفاة والدي ، حزنا حزنا شديدا . وانشغلنا بمراسيم الجنازة عن اخي رافع .... فضاع .... بحثت طويلا عنه لكني لم اجده.... وبعد ان اكملت دراستي جبت كل المناطق الشرقية لكني ايضا لم اجده ... وقبل أيام رأيت امي وانا نائمة كانت تقول لي : بلغي سلامي لرافع ... فقلت لها : أمي .. لكن رافع .... قاطعتني وقالت : إنه فيما بين المحيطين .. قلت : وأي محيطين؟؟
استيقظت مستاءة ومنزعجة وشعرت اني المسؤولة عن ضياع اخي واني لن استطيع ابدا ان احيط بخبره .... مرت ايام اخرى والامر ظل يشغلني لكني ذات مرة كنت اتابع برنامجا على الشاشة وقالت المذيعة التي كانت تتحدث عن المكسيك : هذه المنطقة التي تقع بين المحيطين .... الان لا ادري أشعر اني ضائعة ... انا اتشبث بأي خيط ولو كان ضئيلا ...
لما انتقلت رقية للحديث عن اخيها على وجهها اصفرار رهيب ، كانت ماريا محتارة في كيفية التهدئة من روعها ، لأان الكلمات رحلت عنها وتركتها في موقف حرج .
فقالت لها في احتشام: اهدئي أنا متاكدة انك ستجدينه قريبا .... كم يكون عمره الان؟.. وماهو اسمه الكامل ؟؟
- رافع علاء التركي وهو في الخامسة والعشرين ........ ان كان ما زال ......
- التركي؟؟!! هل اصولكم من تركيا؟؟
- نعم!!
- في الحقيقة عائلتك جد معقدة يا صاحبتي .. ( ماريا انا واثقة ان اسرار بلا عنوان تقول ايضا هذا هههههه )
- ما ريا ... كم عمرك؟؟
- انا!! عشرين سنة
عاد لرقية هدوءها وكانها نسيت كل ما قصته وتذكرته . كانت ماريا متعجبة تنظر الى الطريق تارة ثم الى رقية تارة اخرى . احتارت كيف انه بالرغم من كل هاته الاحزان والصعاب التي مرت عليها لم تذرف دمعة واحدة وهي تسترجع الماضي .... لكنها لم تنتبه ان رقية ربما قد جفت كل دموعها ...بقية الاجزاء هنا
نظرت ماريا الى الساعة في معصمها ثم التفتت الى رقية وقالت لها : انت تضعين حزام الامان صح... علي ان أسرع اكثر
انطلقت السيارة بسرعة مذهلة حتى لاحت لهما مدينة شيواوا فخفظت ماريا من السرعة ثم انعطفت من طريق ىخر .
بعد دقائق كانتا قد وصلتا الى المكان المقصود. وهو المركب السياحي . اوقفت ماريا السيارة في الحضيرة ثم دخلت المبنى فبادرها الرئيس : الانسة ماريا ... لما تأخرت؟
تعجبت ماريا من السؤال واشارت الى الساعة في حركة فهم منها انها تخبره انها وصلت في الوقت المحدد وقالت : اظن انك لم تضبط ساعتك سيدي اليوم.
لم تستطع رقية منع نفسها من الضحك فالتفت اليها الرئيس ثم خاطب ماريا: من الفتاة؟
حملت ماريا كتيب الدليل السياحي وقالت : الن تدعونا للجلوس سيد لويس؟
فرد عليها : - تجلس الفتاة التي برفقتك فقط
ثم اشار الى رقية بحفاوة لكي تجلس
احتارت ماريا وقالت: هل تطردني ؟ الفتاة بصحبتي .. ثم هي لا تريد عملا واختصاصها غير ما تريده
- وما هو اختصاصها؟
اجابت رقية على الفور : لدي شهادة كفاءة كمضيفة للطيران
التفت المدير مرة اخرى الى ماريا وقال: أما زلت هنا ؟ ألم أقل لك انه لدينا وفد من الهند وعليك ان تقوديه؟
لم تتمالك ماريا نفسها من السرور والغبطة وقالت : هذا يعني انكم قبلتم بتوظيفي؟
- نعم قبلناه .. وهاهي البطاقة .. باشري عملك بكل جدية وتفان ..
شكرته ماريا بحرارة ثم خرجت وتركت رقية هناك .
قادت ماريا الوفد بكل حفاوة ورسمت انطباعا جميلا حول مؤسستهم السياحية كما طلب بعضهم منها ان تكون صديقة لهم على الدوام حتى عندما يعودون الى ديارهم يقومون بمراسلتها فاحبت هذا وقبلته ... ( يبدو ان ليديا يومها كانت متاثرة بأصدقاء المراسلة في الكشافة ههههه)
عند الساعة الثامنة مساء كانت ماريا سلمان في شقة الفندق بشيواوا . وجدت رقية هناك . كانت جد سعيدة وعندما سألتها عن سبب سعادتها أخبرتها ان مديرها السيد لويس قد وجد لها عملا بإحدى مؤسسات الطيران بين مونتيري والولايات المتحدة الامريكية - شيكاقو- (لا ادري ان كانت ليديا يومها قد تاكدت من وجود هذا المطار وهذا الخط في الحقيقة ههههه )
بدورها ماريا بشرتها ان عملها قد تحول الى مونتيري