إلى أي مدى يمكن أن يذهب العلماء في دراساتهم, هناك أبحاث علميه عديدة أشارت الى قدرة النمل على بناء مواطنها بأسلوب مميز، فهذه المخلوقات الصغيرة تستحق لقب أكثر المهندسين المعماريين “الأرضيين” احترافا ومهارة في بناء منازلها. موضوعنا اليوم سيتناول أحد أبرز المهتمين بدراسة قدرات النمل على البناء والتصميم المعماري وهو البروفيسور وعالم الحشرات المتقاعد من جامعة ولاية فلوريدا “والتر تشينكيل \ Walter R. Tschinkel” الذي أراد أن يظهر مدى تعقيد الهندسة المعمارية المستخدمة في صناعة منازل النمل فعمد الى اثبات ذلك بطريقة ذكية ولكنها قاسية بعض الشيء! حيث قام بسكب الألمنيوم المصهور في منافذ أحد مستعمرات النمل مضحيا بذلك بعشرات الآلاف من النمل في سبيل خدمة أبحاثه بالرغم من أنه عاشق للنمل بدرجة كبيرة كما يقول. الصورة التالية لوالتر ممسكا بأحد القوالب التي صنعها لمنازل النمل.
أحد مستعمرات النمل في واحدة من غابات ولايه فلوريدا، وبعد أن برد الألمنيوم المنصهر الذي تم سكبه، قام والتر و فريقه بحفريات دقيقة جدا لاستخراج قالب الألمنيوم والذي اتخذ أشكال مدهشة للغاية تشبه الثريا وهو من أغرب وأجمل وأدق الأشكال المعمارية في الطبيعة. الصور التالية لوالتر مع قوالب منازل ومستعمرات النمل المتشكلة من الألمنيوم.
استنتج والتر من هذه الأشكال أن عمق مملكة النمل قد يصل الى ما يزيد عن 6 أمتار و أن القرية تتسع لأعداد تتراوح من 9000 الى 10000 نملة عاملة. و لكن كيف توصل العالم الى اكتشاف عدد النمل في المستعمرة؟
في الثمانينات من القرن الماضي بدأ والتر تجاربه لسير أغوار قرية النمل و قد استخدم في ذلك الوقت الجبص بدلا من الألمنيوم و هي مادة غير قاتله للنمل وعند ازالة قوالب الجبص وجد أعدادا كبيرة من النمل ملتصقة بها بعكس الألمنيوم الذي يذيب النمل. و لكن طريقة استخدام الجبس لا تعطي نتائج دقيقة للشكل العماري بسبب تكسره أثناء الحفريات مما اضطر والتر الى استخدام الألمنيوم و خلط مع الزنك بسبب انخفاض درجة ذوبانه و قد استخرج هذين المعدنين من أجسام قديمة كالسفن و الخزانات.
الصورة التالية لشكل مستعمرة نمل النار الأحمر من الداخل والخارج.
منقول