بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أليكم قصيدة رائعة لشاعر أهل البيت عليهم السلام
الشاعر المبدع بدر الدريع
تأبط شراَ قصيدة قمة الروعه
معنى الشعر العربي الاصيل فيها
للاستماع اليها هنا
تأبط شراً ثم خيراً توسما أبعد اضطرام النار تستقطر السما
وأكثر ما يضنيك في الخلق أنهم على جهلهم كلٌ تراه معلما
حذارِ احتجاج المرء بالعقلِ إنه إذا لم يحز قلباً سليماً توهما
فلا هو من يبكي على ذكر كربلا ولا هو أخفى بالمصاب تبسُما
يسر بقتل إبن الرسول فإن أتى على الناس ميلاد النبي تجهما
فليت الذي قد خص موسى بشُكره على نعم المولى كما قاس عمما
وإلا وقد سد الذرائع ليته نفى عنه أصل الحالتين ليسلما
ويعلم ربي ما قصدتُ بشرعه جدالاً ولا في ما أقر تهكما
وحاشاه في ديني أرى أن مُحْدثاً غدا مستحباً أو لنقصٍ متمما
ولكن بعض الشيء يذكر بعضه وللحر يكفي أن تشير ليفهما
وفي العرف إن قاد الطريق لمعلم غدا عند رواد المعالم معلما
فلم بإقتران الشرط يجزم فعله ولا يتعدى الشرط فعلي ليُجزما
وما دام عنه الدين حسّن بدعةً فلم بإجتهادي ركنه قد تهدما
ومن عجبي في مثله أن مثلهُ يعارض في فرض المحال مُسلّما
يقول نصرت السبط لو كنت حاضراً ولو كان يوم الطف كان الذي رمى
فهلا أقمت الوزن بالقسط مذعناً إلى الحق أو حكّمت في الكيل قيما
إذا كنت مأمون الحمى وخذلته فما الحال لو بالسيف قد كنت مُرغما
فدع عنك أمساً لم تكن فيه شاهداً فلست على نيات أمسٍ مُنجما
وخذ بالذي تدري من العلم واجتنب بما لست تدري في الرعاع تأثما
فبالأمر بالمعروف ما أنت والذي على الأمر بالمعروف قد أرخص الدما
لإن كنت أبكي بعد مقتله فقد بكاه رسول الله في الدهر قبلما
وإن كنت أروي ما جرى دونه فكم عن اللوح جبريلٌ روى ما تقدما
فعن أي تضليلً و أية بدعةٍ أراك بتشنيعي تُفَّسِق مُسلِما
وهب ثَم من غالوا أيجتثُ مِنجلٌ على ميل فرعٍ, أصل نبتٍ مُقوما!؟
وهل فطرة الإنسان إلا بدمعةٍ يدين بها باكٍ على الظلم مجرما
أتحتج في صوم اليهود بعاشرٍ وليس لهم شهرٌ يسمى مُحرما
وما هجرة المختار حين رآهمُ سوى في ربيع لو سألت مرقما
أقول كلامي لست آبه بعده بسيف رواتي إن مضى أو تثلما
فإني إمرؤٌ في الحق لست مُكابراً إذا ناقض المنقول عِلماً محتما
متى صدعت نص الكتاب روايةٌ ضربت بها عرض الكتاب مُرمما
بذلك ألقى الله إن حُشر الورى وبان لهم إذ ذاك ما كان مبهما
وقد رفعتْ رأس الحسين ملائكٌ و أوداجه كالمُزن مما تصرما
وأرخت على جثمانه الكف فاطمٌ تداوي جراحاتٌ وتنزع أسهما
وجاء رسول الله لله شاكياً ويا تعس قوماً فيهمُ الخصم حُكِما
فشتان إن جاؤا هناك وموقفٌ به غادروا للسبط صدراً مهشما
غداة عليه في الطفوف تألّبت جيوش العِدا والوحش والحَرّ والظما
فلم أرى حياً أثكل الميت قبلهُ ولا بعدهُ شيخاً بولدٍ تيتما
غريبٌ يجيل الطرف ما بين صُرّعٍ حكا بثهم للرعب في الكهف نوما
تناظرهُ خلف الخميسين نسوةٌ بخمس علت رأساً وخمسٍ غشت فما
فما انجلت الغبراء إلا ورأسهُ على أسمرٍ والريح تسفو كليهما
فلا خلت الأزمان من نائحٍ لهُ ولا إنفكت الدنيا لذلك مأتما
مُحياً تهادته الملوك وأبرقت حرائره كُتباً الى من تختما
تشج ثناياه بعودٍ وطالما عليها هوى ثغر النبي ليلثُما
وتفري حناياه الخيول وإنما فرت لرسول الله لحماً وأعضُما
فيا لعنة الجبار حطي عليهمُ ولا تذري منهم ذماراً ولا حِما
ولا سامعٍ يرضى على السبط فعلهم ولا عالماً حدباً عليهم تكتما
برئت الى الرحمن منهم ومن يدٍ تمد لهم نحو السماء ترحُما
وعذت به في السبط من شر مُبغض لتخطيئهِ في شق صفٍ تلوما
وما همني من بعد قولي معقباً أكان عليه مادحاً أو مذمما
فلست الذي تغريه في الخلق كثرةٌ ولست الذي إن قل صحبٌ تبرما
ولا من إذا إشتدت على الناس فتنةٌ بهالة أسماء الرجال تعصما
لإن شككت بالحق إذنٌ فإنني كفرت بعينٍ لا ترى الليل مظلما
بِلا عُددٍ أمضي بسيفي وللوغى بلا مِددٍ يجري جوادي محمحما
فأبلغ سُراة الجن والأنس أنهُ حريٌ بمثلي إن بكى أن يُعظما
وقل للذي بالغمز واللمز عابني كفاني على جهل إمرءٍ أن أُسلما
فلولا التقى قد قلت فيه مقالةً فلا يقصد الأعراب إلا ملثما
ولكن اذا ما قيّد النبلُ فارساً تحرر لؤمٌ من وضيعٍ تهجما
ويحملني في عُذرهِ ظن أرنباً إذا طال ظفرٌ أنه بات ضيغما
فلا الناس تدعوه بما ظن نفسهُ ولا هو عما ظن كان مقلّما
فيا جاحداً أجر النبي وربما تُنكّر أضدادٌ من الجنس توأما
فكم عملٍ من مرسلٍ غير صالحٍ وكم طالحٍ في الناس أنجب ملهما
تأمل بلفظي ما لعلك بعده تسوّف إن لم تبد فوراً تندما
وإلا فدعني يا سقيم وعلتي رضيت بِدائي إن لهُ كُنت مرهما