احلَمي وانسُجي الواقِعَ أُمْنية
لا تغْفي في ظُلُمات الضَياع
ولْتَكُنْ آفاقُ أمانيكِ أُغْنية
خُطّي دربَ الوضوحِ على الرِّقاع
كوني عن الخيالِ التّائهِ مُسْتَغْنية
الحُلُمُ والواقِعُ في سجلِّ الصّراع
أحلامُنا أنوارٌ تنطفئُ فانية
الواقعُ باقٍ كأميرٍ مُطاع
يا سعيدَ الحظِّ الحظُّ يأْتيكَ ثانية
تمَسَّكْ بهِ بِجِدٍّ قبلَ الوِداع
وهل بعدَ الحياةِ حياةٌ ثانية
قالها فِكْرٌ وفِكْرٌ دونَ اقْتِناع
هل تعْلَم من عمرِكَ الأيامَ الباقية
لو علمْتَ لما اشْتَهيتَ الحياةَبالمَتاع
كم نرومُ الأحلامَ والأماني دانية
لو بَدَتْ لاحَ منها بريقٌ أو شُعاع
أرواحُنا تبقى بالأماني راضية
والأماني تَعُبُّها الأيامُ بالسِّواع
تجري بنا سفينةُ الأيامِ فوقَ الهاوية
لا ندري متى الرّيحُ تهوي بالشِّراع
نتلَذّذُ أحياناً بالعيونِ الباكية
دونَ أنْ نلْوي للحُزْنِ الذِّراع
ما وراءَ الدموعِ إلّا شُجونٌ صاحية
ضرَبْنا عليها كطَبْلَةٍ بأَكُفٍّ وصاع
يا ابنَ آدمَ ترى النّجومَ مُتَدانية
وبينها رقمُ أميالٍ تُجِفُّ الحِبْرَ باليَراع
.......... عصام كوثراني..........