تنعم أبا طاهر بجنات الخلد ، فلقد أديت الرسالة كما ينبغي وأثبت أنك خير سفير
لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، لتستطلع نوايا أهل الكوفة الذين كتبوا له أن أقدم فقد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جنود لك مجندة ، ليكشف زيفهم ويثبت بأنهم أهل خذلان ، صاحبهم من يملأ أفواههم بالأموال ويتعامل معهم بالبطش والإرهاب
بايعوك على السمع والطاعة ومن ثم أسلموك لألد الأعداء ، نلت شرف الشهادة لتكن أول شهيد فدى الحسين على أيدي اللعناء
طابت نفسك بهذه الشهادة التي جمعتك بخير خلق الله ووصيه أمير المؤمنين ، وبضعته سيدة النساء عليهم جميعاً الصلاة والسلام
لكن قلوب المؤمنين قد نزفت بدماء الحسرة على رحيلك بغدر الجبناء الذين لم يقدروا على مجابهتك فعمدوا إلى الحيلة ليوقعوك في حفيرتهم ويأخذوك أسيراً إلى شر البغاة بعد أن أدموا منك الوجه وشجوا الشفاه ، فكنت رغم الأسر عزيزاً شامخاً قد أَغضت بثباتك إبن الأدعياء ليأمر بك إلى سطح القصر لِقطع رأسك وإلقاء جسدك الطاهر من أعلى القصر إلى الأرض لتتهشم عظامك ، ثم يأمر بجر جسدك في الأسواق
نعم أبا طاهر إن قلوبنا لم تندمل جروحها ولم يتوقف نزفها حزناً على مصابك وحسرة على فراقك ، في بلاد غربى قضيت وحيداً من دون نصير ، فسلام عليك يا سفير الإمامة ويا أول شهيد ، ضحى بمهجته لأجل الحسين عليه السلام
فيا ابن عقيـل فدتـك النفـوس *** لـعـظـم رزيـتــك الـفـادحــة
بكتك دما يا ابن عم الحسيـن *** مـدامـعُ شيعـتـك السافـحـة
لأنــك لــم تــرْوَ مــن شـربــةٍ *** ثنايـاك فيهـا غـدت طائـحـة
رموك من القصر إذ أوثقـوك *** فهل سلمت فيك من جارحة
و سـحـبـا تُـجَــرُّ بـأسـواقـهـم *** ألـســتَ أمـيـرهـم الـبـارحــة
___________
منقول