بقلم / سعد الكعبي
لاشك ان قضية تكليف حيدر العبادي وانسحاب المالكي من سباق رئاسة الحكومة العراقية , بعد ضغوط امريكية واوربية وتهديدات بعزلة دولية ,تلك القضية قد شغلت الناس وفرقتهم عرقيا ومذهبيا وحزبيا جاءت دستورية وكما يحب الغرب ان يصورها للراي العام .
وللحقيقة لم يكن العبادي في خلد احد بل جاء من خلف الكواليس –كما يقال- ليكون رجل المرحلة المقبلة ,وربما لم يكن هو شخصيا مخططا لذلك بل لم يدر بخلده يوما وهويضع رأسه على وسادته ان يصبح الرجل القوي في العراق .
وبين مؤيد للتغيير ورافض له دارت نقاشات وسجالات انتهت احيانا بتبادل التهم والسباب وربما الى استخدام وسائل اخرى مثل الاحذية والكراسي والمناضد لحسم الجدل بهذا الموضوع .!!
ويبدو ان الجميع , المؤيدين والرافضين للاثنين تغافلوا عن اوجه الشبه بين الرجلين وهو ماقد يؤيد المثل القائل انهما (وجهان لعملة واحدة).
ولعل اوجة الشبه بين المالكي وخلفه اكثر من اوجه الاختلاف
*فالمالكي من رحم حزب الدعوة الاسلامي والعبادي كذلك من اعضائه البارزين .
* المالكي من الداعين لاستخدام القوة العسكرية مع الخارجين عن القانون والعبادي من اشد المؤيدين له بهذا المجال ,فلم نجد له ولاتصريحا واحدة معارضا لهذا النهج .
* المالكي ممن يرفض الاملاءات الكردية الضيقة على الحكومة الاتحادية والعبادي عزز هذا التصور من خلال مواقفه الرافضة لمنح الاقليم اكثر من استحقاقه في الموازنة .
* المالكي والعبادي كانا كلاهما من صقور حزب الدعوة الرافضين للتظاهرات الطائفية في المناطق الغربية والمدعومة والممولة من الخارج وفق اعتقادهما .
* كثيرا ماأثنى العبادي على سياسة المالكي الاقتصادية واخرها المبادرة الوطنية للاسكان وطريقة تعامله في الملف النفطي .
* العبادي منذ تكليفه وهو يشدد في تصريحاته وبياناته ان الحرب على الدواعش من اولوياته كما كان سلفه.
* المالكي مؤيد للمصالحة مع من لم تتلطخ يداه بدماء العراقيين والعبادي لايقل عنه تشددا بهذا المجال.
*العبادي يبدي اهتماما بقضية تنويع مصادر التسليح وترشيق الحكومة وهو امر طالما سعى اليه المالكي ولكن المحاصصة تريد شيئا اخر .
هذا نزر يسير من اوجه الشبه بين الرجلين , فهل لفرح بهذا التغيير من امل ,سوى ان الامريكان من اولويات سياستهم الخارجية ..تغيير الوجوه ولاتهمهم المناهج طالما تمضي مصالحهم في المسار الذي يحددونه .!!