الشاعر الإنجليزي الرومانسي جون كيتس الذي لم يعش أكثر من ستة وعشرين عاما ولم يمارس كتابة الشعر إلا خمسة أعوام.
ولد جون كيتس عام 1795م،في عائلة فقيرة جدا في لندن وأصيب بمرض السل باكرا وهو المرض الذي أودي بحياته عام 1821م، وقد اعجب بالاغريق وحياهم بصفتهم ملهميه.
لم يحظ في حياته إلا بالتجاهل والاحتقار من قبل النقاد والشعراء الآخرين، مات ابوه وعمره ثماني سنوات فقط، وهجرت أمه المنزل وتزوجت بعد شهرين فقط من موت زوجها ثم عادت إلى البيت بعد ست سنوات لكي تموت هي ايضا! وهكذا اصبح كيتس حساسا جدا بل والى حد المرض كما يقول العارفون به.
ولم يعد يثق بالحياة ونوائبها، وأصبح يعاني من القلق الوجودي. وما كان يجد أمامه إلا الكلمات كعزاء، على هذا النحو اصبح كيتس شاعرا (غصبا عنه).
لقد أحب جون كيتس امرأة تدعى فاني براون و تغنى بها في قصائد مؤلمة، وزيادة على ذلك فقد انهال عليه النقاد شتيمة واستهزاء وكان من الممكن أن يقتلوا رغبة الشعر فيه. ولكن نقدهم قوى عزيمته مثلما فعلت المصائب والمحن.
وظل يكتب الشعر وكان كيتس كما جاء بكتاب قصائد جون كيتس للبروفيسور جون ستراسشان أستاذ الأدب الإنجليزي شديد الاحساس بمآسي العالم وبؤس الوضع البشري كيف لا وهو الذي عاش حياته القصيرة في المآسي والفواجع ولم يستطع ان يتزوج المرأة التي أحبها حتى درجة الجنون بسبب مرضه؟ لقد حرمت الحياة كيتس من كل شيء ما عدا شيئا واحدا هو الشعر ولذلك فإن الناقد الانجليزي ماثيو أرنولد قال عنه انه مع شكسبير في الصف الأول من الشعراء!
في عام 1819 ينشر كيتس قصيدته الرائعة المرأة الجميلة بلا شفقة وفيها يتحسر على المرأة التي أحبها والتي لا يستطيع ان يتزوجها، ويقول فيها:
أيتها النجمة الساطعة، هل ستطيع أن أثبت مثلك في مدار واستريح؟!
ولما عرف انه سيموت قرر أن يسافر مع أصدقائه نحو البحر الأبيض المتوسط إلى روما فلم يشأ أن يموت بدون ان يرى شمس الجنوب وايطاليا.
وهناك في روما وافته المنية فكان أن طلب منهم ان يكتبوا على قبره العبارة التالية: هنا يرقد انسان كتب اسمه على الماء .
والآن اصبح المنزل الذي مات فيه متحفا يدعى متحف كيتس شيلي فعندما سمع صديقه شيلي بموته جن جنونه وكتب أجمل مرثية يمكن أن يكتبها شاعر لشاعر آخر ولم يلبث شيلي ان مات طالبا منهم ان يدفنوه الى جانب كيتس أو في نفس المقبرة على الأقل ، ويزورالمتحف الذين يحبون الشعر أو يعرفون معنى الشعر.