مقال الكاتب الأردني “ناهض حتر” بحق المالكي !!الاستقلالية الشخصية ميّزت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ,والذي كان أول مَن قال “لا” صريحة للأميركيين، وفي البيت الأبيض، بشأن الخطة الأميركية لإسقاط الدولة السورية؛ وقف المالكي مع الرئيس بشار الأسد، بأكثر وأعمق وأصلب مما طمح إليه الإيرانيون أو السوريون أنفسهم. وكان، في ذلك، يتجاوز طهران ويتحدى واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة، ويثير ضده نقمة المتعاطفين في العراق مع «الثورة السورية». وعلى ولائه الخاص لسوريا التي أحبها وفضّل العيش فيها على العيش في الجمهورية الإسلامية، فإن حجته التي تبين لاحقا أنها صحيحة كمنت في أن انتشار الإرهاب في سوريا، سيمتدّ، حتماً، إلى العراق. في النهاية، أزف الوقت لكي يدفع المالكي الثمن جراء استقلاليته النسبية وقوته وقدرته على نسج سياسات تخرج عن نطاق الرضا الأميركي، وربما تثير الحنق الإيراني لجهة شعوره العميق بزعامته لبلد لا يمكنه أن يكون محمية دولية أو اقليمية. رفض المالكي الاتفاقية الأمنية الأميركية التي تنص على بقاء المارينز او توفير الحماية القانونية لهم، طوّر علاقات كانت تتعمق مع روسيا، ونظر في امكانات التوسع العراقي في الإقليم، فرأى في الأردن رئة عراقية وامتداداً عراقياً في رؤية قادته لاقتراح مشاريع كبرى مثل خط البصرة العقبة؛ النظام الأردني ضحى بمصالحه الاستراتيجية وخضع للتكتيكات الأميركية السعودية، ووجه طعنة في الظهر للمالكي الذي لم يجفّ، بعد، حبر المدائح الأردنية لسياساته القومية نحو الأردن .