هل خطر ببالك مسبقًا أن تتناول وجبة مغذّيةً من الحشرات؟ لا؟ من المحتمل أن تغيّر رأيك!
فقد نشرت منظّمة الأغذية والزّراعة التّابعة لهيئة الأمم المتّحدة تقريرًا حثّت فيه على اعتبار الحشرات مصدرًا غذائيًّا. وقد أتى هذا التّقرير في وقت يتزايد فيه القلق حول مستقبل الأمن الغذائي، حيث أنّه من المتوقّع أن يصل تعداد البشر إلى تسعة مليارات بحلول عام 2050 ويجب على إنتاج الغذاء أن يتضاعف ليلبّي احتياجات هذا التعداد الهائل.
بغضّ النّظر عن فكرة مضغ وأكل الحشرات التي يعتبرها العديد منّا فكرة مقزّزة، تعتبر الحشرات مصدرًا مهمًّا للعديد من الموادّ الغذائيّة الأساسيّة الّتي تحتاجها أجسامنا كالبروتينات والدّهون وبعض الفيتامينات الأساسيّة وحتّى المعادن. فعلى سبيل المثال، في كلّ 100 جرام من الصراصير المنزليّة، يوجد 21 جرامًا من البروتين، أمّا لحم العجل والحليب فيحتويان على 26 جرامًا، وهي كميّة متقاربة نوعًا ما، وتختلف الكميّة من حشرة إلى أخرى.
الانتقال لأكل الحشرات بدلًا من لحوم الماشية مفيد للبيئة أيضًا، فالحشرات لها القدرة على التكاثر بسرعة وبكثرة مقارنة بالماشية كما أنّها تحوّل ما تأكله إلى مادّة قابلة للأكل بنسبة أكبر من الماشية. فالبقر على سبيل المثال يكتسب جرامًا واحدًا عندما يأكل 8 جرامات من العلف، بينما تكتسب الصراصير الوزن نفسه بأكل ما يقل عن جرامان. ويعود السبب في ذلك إلى أنّها متغيّرة الحرارة، فلا تصرف طاقة في الحفاظ على درجة حرارة أجسادها.
يمكن (تدجين) الحشرات على مساحات أصغر مقارنة بالماشية، كما أنّ الحشرات تتكاثر بغزارة ودورة حياتها أقصر وتنمو بسرعة. فعلى سبيل المثال، يمكن لصرصار المنزل أن يضع 1200-1500 بيضة في فترة ثلاثة أسابيع. أمّا بالنسبة للأبقار، فإنّه لا تدخل إلا حالة واحدة من بين أربع حالات حمل في التسويق. إضافة إلى هذا وذاك فإنّ الحشرات تحتاج إلى كمّيّة أقلّ من الماء لأنّها تحصل عليه من طعامها.
إن كنت ما زلت لم تقتنع بأكل الحشرات فلا تخف لأن هناك الكثير في صفّك، لكن ما رأيك إن أخبرتك أن هناك دولًا حيث يستمتع الناس بأكلها. إذا ذهبنا إلى الصين نجد الناس يستمتعون بحساء النمل ant soup، وفي المناطق الريفية في اليابان فهم يأكلون الزّيز cicada، وفي البلاد العربية يأكلون الجراد، وهناك العديد في البرازيل والمكسيك وتايلاند. ومن الحشرات التي تُؤكل الخنافس والعثّ والجراد النمل والذباب.
إلّا أَنّ الأمر لا يخلو من مخاطر صحّيّة، فبكتيريا السلمونيلا منتشرة على الذباب والخنافس، لذا يجب طهيهم جيّدا قبل الأكل J. هذا بالإضافة إلى مخاطر كيميائية وطفيلية وتحسسية.