السلام عليكم
ذات مره كنت استمع لمحاضره للسيد هادي المدرسي وهو يهتم كثيراً ما يهتم بالأمور الاجتماعية وإنا من مستمعين محاضراته ِ القيمة حيث يتكلم عن قصة اختلف في روايتها المؤرخين ولكن هذا ما سمعته عن لسان هذا العالِم
حيث يقول ان الملك نبوخذ نُصَر مَلِك دولة بابل المعروف بتعاليه وتكبره ِعلى الناس وطُغيانه رأى في منامه رؤيا ازعجته وعندما صحى من نومه اراد ان يتذكر ما رآه في منامه فلم يتذكره ابداً
وقام بجمع كبار الفلكيين من مملكته وطلب منهم أن يروّون ما رآه في منامه وهذا ما لم يستطع ان يفعله الفلكيين لأنهم يستطيعون ان يفسروا الرؤيا ومن المستحيل عليهم ان يعلمون ما رآه في منامه
وأشاروا عليه بأن يأتي بنبي الله دانيال عليه السلام ليخبره ُ بما رأى بمنامه
وبالفعل جلبوا له نبي الله دانيال وتضرع عليه السلام مصلياً لله طالباً ان يعلم ما ما رآه الملك نبوخذ نصر في منامه
فأعلمه الله سبحانه وتعالى بأن الملك نبوخذ نصر سوف يقتل خلال ثلاثة أيام
فــ رُهِب نبوخذ نصر مما سمعه على لسان نبي الله دانيا وأُثارت حفيظته ُ وتذمر لأنه ُ لايستطيع ان يسمع مثل هكذا خبر وهو ملك الدولة وسلطان الأمة
فأمر باحتجاز نبي الله دانيا وأمر بقتله ان تم فعل ما رواه النبي دانيال
و سكن َ في حُجرة ٍ بعيد ه لا يصلُها احد ومنع الناس من ان يأتون الى هذا المكان وطلب من احد العبيد المستضعفين في مملكته ان يكون مرافقاً وحارساً له ُ وأمره بأن يقطع عنق كل من يأتي عند هذه الحرجة
حيث مرَ اليوم الأول على ما يريد واليوم الثاني كذلك وعند اليوم الثالث شَعَرَ الملك بأنه بحاجة الى ان يشم الهواء ويخرج من حجرته ليروح عن نفسه لأنه لم يعتاد على مثل هكذا شيء فــ خرج وعند عودته للدخول الى حجرته
قام الخادم بقتل الملك نبوخذ نصر وفي الرمق الأخير سأله لماذا فعلت هذا يا رجل ؟؟
فأجابه وقال انت من أمرتني بقل من يأتي عند هذه الحجره ..
الحكمة من هذه القصة ان الإنسان مهما تعالى وتجبر على الناس ومهما فعل من دهاء : فـَمِن المُمكِن جداً ان يوقعه غباء من حوله ويخضع ..
اي التعالي على الناس والتكبر صفة لن تدم لأحد قط وان دامت طوال حياة الإنسان فأين مستقره بعد هذه الحياة ؟؟
أليس بحفرة صغيره يضجع بها ويصبح خبراً من الماضي ؟
تحياتي لكم احبتي
علي سالم