أحنّ الى بَرَدى ومائُه العَذبn
وحاراتُ دِمَشقَ مَسكنُها القلبُ
وغراسُ الياسَمين ِعلى أبوابِها
وحورانَ والجولانَ وأبناؤهم نُجُبُ
وان غابتِ الشّهباءُ عنِ الرّكبِ
عتبي كبيرٌ عليكِ يا حلبُ
حُماة الدّيارِ يا مَن تطاولتم على الشّعبِ
وتماديتم في غيّكم وزاد َالقتلُ والنّهبُ
حماة الدّيار أما كفاكُمُ
تذكّروا الجولان َيا أسوداً وهُبّوا
أما آنَ الزّمانُ والمكانُ بعدُ
اغسلوا عارَ الأحتلالِ وأهلٍ قد نُكبوا
قلبي معكِ يا شآم
حينَ زادَ بكِ الألمُ والكربُ
دماءُ الأحرار ِتسيلُ كنواعيرِ ِحماةٍ
من عصابةٍ مالها شرفٌ ولا نسَبُ
حين هتفوا للحرّية ثائرينَ
همُ الرّجالُ مِنَ السّاحِ ما هربوا
دِمشقُ أنتِ كبيرةٌ بأبنائكِ
يتحدّونَ الموتَ والزّمنَ الصّعبُ
وجنازيرُ الدّباباتِ والرّصاصِ
حتى المآذنَ قصفت ما لها ذنبُ
يا شَبابَ الشامِ ألفُ تحيةٍ
يا مَن الى المجدِ والعلياءِ رَكبوا
هِيَ الحرّيةُ انتزعوها عُنوةً
مِن عِصابةٍ ماضيها التّنظيرُ والكذِبُ
ولا تعتبوا على ذي القُربى
أوقاتُهم للمُسلسلاتِ والطرَبُ
حُماةَ الدّيارِِ استمِرّوا بِِبطشِكُم
مُصيبةٌ انّكم لا تعلمونَ ما الخطبُ
ولا تتغنّوا بالرّجولةِ بعدَ الآن َ
على القاصِرينَ لا لومٌ ولا عَتَبُ ..
على شاطئ البحرِِ التقينا
تعانقت يدينا
مشينا .. ونلنا ما تمنّينا
عدونا نلهو كطفلينِ
نُسابقُ الرّيحَ كغزالين
والأمواجُ تتراقصُ من حَوالينا
ما أروع َهمسُ النّسيم ِورذاذُ الموجِ
يدنو الينا .. يداعبُ وجنتينا
شربنا الآهَ من شفاهِ الوردِ
قطرة بعدَ أخرى وما ارتوينا
طربنا ضَحكنا وغنّينا
قلتُُ وقالت
بِلغةِ العيونِ كانت
حينَ تقابلت عينينا
لم نقدرَ أن نُخفيَ الأسرارَ
كيفَ للبركانِ أن يُخفي نارَه ُ
كلّ شيئ قلناهُ
ما بدا وما سَيكونُ
وما لنا وما علينا
فكم طالَ بنا الشّوقُ
وبنار البعدِ اكتوينا
نعدّ الليالي نُجوماً
نضيعُ في الضّياع وما اهتدينا
الى أن كانَ اللقاء ُ
هديّة عُمري
َكفى ما قد بكينا …
طارَ بنا الشّوقُ على جناحِ الحبِّ
وحطّ ّعلى شاطئ روضةٍ جَميله
زَقزقتِ العصافيرُ فرحاً
حتى اليمامُ غنّى هديله
هذهِ مملكتنا
كوخ ُصغيرُ
وجدولُ ماءٍ بحدّه خميله
تعانقنا
وما كانَ يمكنُ تأويله …
هَمَسَت
أنتَ أميري وفارسُ أيّامي
كم انتظرتكَ وزرتني في أحلامي
وحَمَلتني على جناحِ الشّوقِ
أنامُ على زِندكَ أردّدُ أنغامي
لحنَ الهوى فالقلبُ قد هَوى
والهَوا يداعبُ شَعري وأجفاني
نطيرُ نطيرُ
كالفراشاتِ كالعصافيرِ
نعودُ الى شاطئ الأماني
نلهو كطفلينِ ِ
نسابقُ الرّيحَ عدواً كغزالين ِ
تزرَعُ أزهارَ الياسمينَ في بُستاني
قلتُ
عفوا ًجميلتي
ما نَسيتُكِ يوماً
فأنتِ نبضُ القلبِ والرِّوح ِ وعنواني
اكتويتُ احترقتُ ذبتُ تلاشيتُ
وعدتُ كطائر الفينيقِ اليكِ
لأنّ حُضنَكِ .. مَهجَعي وأوطاني …
ألآن كفى ..
يا من كُنتَ يوما ًطوطما ًللشّعبِ وصاحبا ًللكرامات
صدّقناكَ كثيراً وهتقنا لكَ في كل ّالمناسبات
عذراً سيدي الحاكم ُفانت كاذبٌ في كلٍ الأوقات
مسيلمة ُأنتَ ونيرونَ وسببا لكلّ الآفات
خدعتنا دهراً في خُطبك لكن ّالآن كفى وهَيهات
أفقرتَ شعبك بنزواتِك وحماقاتِك والاحتفالات
واستبحتَ كل ّمقدّسٍ من دينٍ ويقينٍ حتّى الحُرمات
ولم نلقَ منك غير َالوعودِ الجوفاءَ والاهاناتِ والازمات
أنتَ وعِصابتكَ وتجّارُ المواقفِ يرقصون َلكَ كالأراجوزات
وأنتَ مُصدّق أنّكَ الأوحدُ والمُلهم ُوصانعُ المُعجزات
وأنّك الماضي والحاضرُ والقادرُ على كلّ المُهِمّات ..
ما صنعتَ لنا غيرَ مزيدٍ من السّجونِ والزّنازينِ والمُعتقلات
وسَرقتَ قوتَ الشّعب وكمّمتَ الأفواه َوقمَعتَ الحرّياّت
كلّ يوم ٍلك شأنٌ واذاعاتكَ تردح ُكغانيةٍ في السّهرات
تُسبِّحُ بحمدِكَ وجرائدُك الصُفرُ وما لك من مَحطّات
قامَ وقعدَ أنعمَ ووعدَ سافرَ وودّعَ وكذا استقبالات
كأنّك المُهرّج ُفي السّيرك تجيدُ كلّ الرّقصات
أخزيتنا وحقّ الكعبةِ وكلّ مقامٍ معَ العتبات
الآنَ كفى .. أغرِب عن وجهِنا قلناها في السّاحات
يا عبد َالكُرسيّ وربيبُ الغربِ وصنيع ُالمخابرات
تبا ًلكَ من قبلُ ومن بعدُ وكلّ حينٍ حتى المَمات
حتى يستقيم َالعدلُ على الأرضِ وتزهو بنا الحياة
وجودُك عارٌ علينا ورحيلُكَ ضَرورةٌ من الضّرورات
سنبني الوطنَ مع الحرّيةِ والكرامةِ والتعدّديّه ِوالمساواة
ونلحقَ بركبِ التقدّم أحراراً ونعوّضُ ما قد فات
ونقيمُ الأحتغالاتَ في كلّ بيتٍ وساحةٍ وفي كل ّالحارات
حتى يفرحَ الشّهيد بعليائِهِ لأنّ الشّهيد ما قد مات
وهَبَ روحَهُ بِشجاعةِ الأبطالِ حتى نحيا بِعزٍ كالكائِنات
لهُمُ الرّحمةُ شرفَ الأمّةِ وَرمزُ البُطولةِ والكرامة ِوالشّهامات
جلسَ على الكرسيّ كالطاووسِ متباهيا ً بأصحابَه
بعض ُ الذّئابِ والضّباعِ وَما تَحويه ِ الغابَه
وبناتُ آوى من حرّاسهِ .. وبعضُ كِلابَه
جميعهم كانوا حاشيتهُ على دينهِ وَمن أترابَه
إلا ّ واويّ ٌ درس َ النّحوَ وعلم َ الكلامِ والخَطابَه
همس َ ضاحكا ً…
مغرورٌ هذا المَعتوه ُ
ما وَزنه ُ إلا ّ جناح َ بعوضَة ٍ أو ذُبابَه
أقول ُ أن ّ الحقّ على مَن نصّبوهُ
وكلّ صَباح ٍ يُقبّلون َ أعتابَه
ويمسحونَ له ُ الرّيشَ بأهدابهم
ويلعقونَ حذاءه ُ وَحتى جرابَه
قال َ الطّاووسُ وقولُهُ أمر ٌ …
اليومَ عندي عيد ٌ ودَعا حاشيته ُ وأذنابَه
لِيختمَ على قفاهُم باللّونِ ِ الأخضَرِِ
ولكل ّ طاووسٍ إجتهاده ُ وأسبابَه
وقاموسه ُ اللغَوي ّ
وكتابه ُ في الوُجودِ ومحرابَه
هُوَ القبلة ُ والكعبة ُ والحِج ّ
وقدُس ُالأقداسِ هُو بابَه
هللوا فرحا ً له ُ وغنّوا
وعُزِفَ النّشيد ُ الوطني ّعلى الرّبابَه
طرِبَت جماله ُ لصَوتِ القصيد
ِوتباهى الفحل ُ بأصولِ أنسابَه
فرحَتِ النّوق ُ لِفرَحِه ِ وقالت
حمدا ً للطاووسِ مواهبه ُ وأجلابَه
وفي الختام ِ أهدى لكلٍّ منهُم هديّةً
ملابسَ داخليّة لونُها أخضرُ كأهدابَه
وبعض ُ حبّات ٍ للعشقِ
تعين ُ وقت َ الشدّة ِ السّبابَه …
جاءهُ التّبريكُ منَ الطواويس ِ
كيفَ لا وهُم يحسبونَ لهُ حِسابَه
فهُوَ العقيد ُ والعميد ُوالفريدُ
وملكُ المُلوكِ وذو مَهابَه
لِبذاءَتهِ أو لنيلِ الرّضى
وبعضُ الهباتِ حينَ يفتح ُ جِرابَه
تبسّم َالطاووسُ فرحا ً للجماهير من َ النّشوَة
حتى بانَت نَواجذه ُ وأنيابَه …
وحينَ زأرَتِ الأسودُ
هَرَبَ كالجُرذِ تحتَ الأرضِ على أعقابَه …