وبقيـت معـآلم حروفي تنتــظر ..يناجيني شوق للماضي
أيام رحلت وأشواق سقطت
وبقايا روح من الآلام اختنقت
ولم يبقى منها سوى آهاتي
نظرت إلى أوراقي
فسمعت أنينا خافتا
اقتربت منه تسبقني عبراتي
فبين تلك الأوراق غفت ورده
حملت أوراقها الذابلة بين يدي
فبكت وحدثتني
عن قلب عاش يوما في أعماقي
عن عشق
عن حنين
عن مشاعر أخرست لم تنطق
فتوسدت الأحزان نبضاتي
لازلت أتذكر يوم أمس بعنفوانه ، بزهوره ، وبوروده
بكل معانيه العذبة رغم ما احتواه من عذاب وآلم
لازلت أحاول قذف رموز الذكريات الحزينة
من قواميس الماضي المؤلم
لازلت ألملم نفسي في جدران قلبي المتآكلة
وكأن هذه الحياة تعزف سيمفونية للألم المتجدد
كيف أستطيع أن التقط حبات اللؤلؤ المتناثرة في قاع البحار
كيف استطيع أن أدافع عما بقي من عمري
صرخات تتلوها الصرخات
تأذن بدخول وقت الويلات
والتعثر بالكلمات وتخبط الحروف
فلا يجيب الصرخات سوي الصرخات
لازلت أبكي بصمت حتى لا تسمعني الجدران
أبكي بذاتي بقلبي المكسور
لازلت أتساءل
أكان العيب في قلبي
أم في قلبه الذي لم يعرف طريقاً للحب
لم يذبحنا الحب الذي اجتاح جوارحنا
بل خنقنا حبل الصمت الذي لف أيامنا
فكلانا بكي خلف الجدران بصمت
حرق شمعة مشاعره في الظلام بصمت
حصى ذكراه الذائبة بين السطور بصمت
وغادر الشواطئ بصمت
اعتدت أن أقف حائر
وتضيع صرخاتي وتتلاشى
وتختفي مع هبوب الرياح العاتية
التي لا تعرف الرحمة ولا تحمل الرأفة
حين تهب أعاصيرها
فتزيد في الفؤاد أنينه
وتحطم كل حنينه
أيقنت بعد كل هــذا
أن مدادي لم يكتب سوى ذكرى شهد عليها الزمن
وبقيت معالم حروفي تنتظر حظها من التعريـــة