هذه القصة وقعت لاحد اصدقائي على ارض الواقع تعرض لحادثة وتسببت بفقدانه لاحد اطرافه ونزف شديد.. احداث هذه القصة قبل سنوات عديدة , قبل دخول الامريكان للعراق وقبل ان يصبح الشعب العراقي مصنف الى فئات ((كما تصنف البضائع في الاسواق و المحلات ليسهل بيعها )) كتبها قبل ايام على صفحته في الفيس بوك فاحببت مشاركتكم بها اترككم مع القصة
كنت..
في مقتبل العمر عندما اصبت بحادث أليم وكنت على وشك الموت .. دمي غادرني بالكامل .. إبيضت عيناي .. وذقت زفرات الموت .. لكن رحمة الله تدراكتني .. وسارع لنجدتي رجال منهم من عرفته ومنهم من إخترقت دماءه جسدي ولم أره أو أعرف هويته .. لكنني أذكر إني إستنزفت دماء عشرات الرجال
قبل أن أستعيد وعيي .. وأذكر منهم مسيحيين إثنين وكردي والبقية من أقاربي والعديد من الرجال الذين لا أعرف عنهم الا ما أخبرني
به أخي ساخرا ( إنت شفطت جميع دماء العراقيين) فقد كان الواهبون ينتمون الى محافظات عدة (لم يكن هناك تسمية) غير العراق .. لقد كانت زمرة دمي المستلم العام..تخيلوا إنسان ينزف على مدى شهرين وكلما شحب لون وجهه يجد من يعطيه من حمرة خديه حياة .. ومن يومها أشعر أن العراق يجري في دمي بل أشعر أن العراق هو دمي ولحمي ..إنه ملحمة عطاء.. ولا أملك إلا أن أدعو الله أن يحقن دماء توحدت داخلي ليمد الله بها عمري .. العراق اليوم ينزف وما لم تتوحد الدماء ﻷنقاذه فأخشى إني سأفقد هذا الدفق