بسم الله الرحمن الرحيم
حدّث عن حُبّك وكُن فرِحا...فحبُك عظيمٌ وإن جُرحا
حدّث عن حُبّك وحبِيبك....فبِحُبّه صدرُك قد شُرحا
حدّث عن حُبّك وقُل فخرا...حبيبي في الدّين ذُبحا
حدث عن حُبّك وقل ابدا....من حبّ حسينا قد ربحا
ان استشهاد الامام الحسين عليه السلام ليس استشهادا وليد يومه او شهره او سنته..... بل استشهاده يختزن مظلوميّة بدأت يوم السقيفة ...مظلوميّة بدأت بجدّه ومن ثم بأمه وابيه واخيه !!!
فشهادة الامام الحسين عليه السلام هي مخاض مظلوميّة اصحاب الكساء ..ويوم استشهاده هو يوم تمكين هذه المظلوميّة ....وساعة استشهاده هي الساعة الفصل التي نحتت الى الأبد على صفحة الوجود بقاء الاسلام المحمدي الاصيل الذي اراد الطلقاء والحسّاد والمنافقين من يوم السقيفة دفعه عن جادة الحق نحو طريق الباطل...
إن استشهاد الحسين احيا الرسالة المحمدية الاصيلة واصلحها بالصلحاء ممن استشهد معه....وقوّمها بالقوم الذين باعوا انفسهم ابتغاء مرضاة الله ....فكان بفعله وسلوكه وفكره وقوله وقراره صورة حيّة لقول الرسول الاعظم ,الاسوة الحسنة, الذي لا ينطق عن الهوى "حسين منّي وانا من حسين احبّ الله من أحبّ حسينا" !!!!!
لذا فإن ذكرى عاشوراء ليست فقط ذكرى استشهاد ريحانة رسول الله وامتداده الطبيعي وسيد شباب اهل الجنة ...عاشوراء ذكرى نستوحي من خلالها استشهاد كل اصحاب الكساء ومظلوميّتهم وكل مآسيهم مع قوم اراد اهل البيت عليهم السلام لهم الحياة فجازوهم بالحياة قتلا وهتكا وسفكا وسبيا.... وقد عبّرت العقيلة زينب عن هذه الحقيقة مخاطبة اخيها " اليوم ماتت أمي فاطمة وابي علي واخي الحسن . يا خليفة الماضين وثمال الباقــين".
إن ذكرى عاشوراء واستشهاد السّبط فيها هي بحقّ ذكرى تمكين الحق وقيامه ..هي بالفعل ذكرى انتصار رسالات رب العالمين لا رسالة الاسلام المحمدي الاصيل التي تختزن كل الرسالات...هي يقينا ذكرى انتصار الانبياء والرسل اجمعين... هي فعلا ذكرى انتصار جبرائيل والملائكة اجمعين....إذ لولا خروج الحسين لما كان الاسلام هو الاسلام ..ولما كان الدين هو الدين... ولما كانت الرسالة هي عين الرسالة التي اتى بها رسول رب العالمين وخاتم انبيائه.....حيث ان الطلقاء الذين حاربوا الاسلام عند التنزيل حاربوا المسلمين الشرفاء على التاويل .... ارادوها عِوجا كما ارادها اليهود والمجوس ومن شاكلهم......ولكن مشيئة الله في أن يرى الحسين واولاده واصحابه وأهل بيته شهداء وسبايا ...شاءت ان يبقى الاسلام ويبقى القرآن , فعلا لا قولا ومنهاجا لا نظريّة وسلوكا لا شعارا.........."شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا".
إن موقع الحسين كسيّد لشباب اهل الجنة لم ينله لكونه حفيد رسول الله ...بل ناله لكونه جسّد روح رسول الله وحياته حق تجسيد فكان بذلك المظهر المتجلّي الذي سقى بدمه العقيدة لتُزهو وتربو وتحيا بعد ان كاد يقتلها ظمأ المُنكر والرذيلة .
.....عاشوراء بالنسبة لنا ليست اياما معدودات.......بل عاشوراء بالنسبة لنا كل الحياة من خلال كل يوم عاشوراء وكلّ ارض كربلاء...عاشوراء بالنسبة لنا جسّدت كل معان التضحية وجسّدت ارقى صور في العطاء ...لذا اتخذناها غذاء فكريا وروحيا... قبل ان نتخذها بكاء ونحيبا عاطفيا ....
وبناء عليه "إن كلّ ما لدينا من عاشوراء".
____________
ثبتنا الله واياكم على طريق اهل البيت عليهم السلام
نسألكم الدعاء