إسلام راشال كوري ، إسلام القرضاوى
- بانوراما الشرق الأوسط
أحمد الحباسىقال سبحانه و تعالى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ” صدق الله العظيم.أعلم مسبقا أن هذا المقال لن يروق للبعض و أعلم جيدا أن الدخول في مثل هذا النقاش له محاذير متعددة و أعترف من البداية أن القصد ليس الطعن في أي من الثوابت الدينية لكن أتمنى من المتابع أن يتسع صدره و يبقى على مسافة الأمان الجدلية الفكرية حرصا على رفعة الأخلاق و الحوار .تأمرون بالمعروف ، تنهون عن المنكر ، هذه صفات من صفات المسلم ، لنطبق بكامل الموضوعية هذه الصفات على يوسف القرضاوى ، هل يأمر الرجل بالمعروف ؟ هل يعتبر دفع الناس للخروج على الحاكم بدون مبرر شرعي أمرا بالمعروف ؟ هل التسبب في “ربيع عربي ” دموي بهذا الشكل و تعريض الدول العربية إلى حالات من الفراغ في كل المجالات إضافة إلى الاضطرابات و النهب و السرقة و الاغتصاب و إتلاف الممتلكات العامة و الخاصة و كسر الاقتصاد و الوصول إلى حافة الهاوية في كل المجالات هو حالة من حالات الأمر بالمعروف ؟ .تنهون عن المنكر ، لعل هناك من يستمع إلى شيخ قطر المحتال ، لذلك أطالبه بدليل قوى في النهى عن المنكر ، و المنكر هو هذا الإرهاب التكفيري الذي استباح كل شيء و أتى على كل شيء و فعل كل شيء قبيح ، فهل أن الصمت على “جهاد” هؤلاء الكفرة هو شكل من أشكال النهى عن المنكر ؟ و هل أن الصمت على حالات اغتصاب المسلمات هو مثال للنهى عن المنكر ؟ و هل أن إعطاء “الغطاء” الديني لجرائم القساة قلوبهم في سوريا هو نهى عن المنكر ؟ ثم لنتساءل بعد أن تبين انعدام الصفتين الواجبتين في المسلم ، هل أنه يجــوز إسقاط الإسلام عن القرضاوى ، و هل القرضاوى مسلم فعلا ؟ و لماذا لا يكون الرجل طابورا صهيـــونيا خامسا زرع في قلب الأمة ؟ و نلح في السؤال ، هل أن كل من لبس عمامة مسلم و داعيـة و صاحب فضيلة ؟ .تؤمنون بالله ، يقال أن الإيمان هو حالة مخصوصة بين العبد و خالقه ، لكن الإيمان بالله أيضا هي ممارسة و فعل ملموس يأتيه المسلم للتعبير عن إسلامه ، فهل أن ما يمارسه هذا الرجل السقيم من ضلال و تضليل و نفاق و عدوانية و حث على الكراهية و الاقتتال بين المسلمين هو تعبير مقبول عن الإيمان بالله ، و إذا كان شيخ قطر بهذا الفعل الضار المتواصل فهل نقبله بين المسلمين مؤمنا بالله أم يجب التنصل من ” إيمانه ” و من مجالسته و الاستماع إليه و لم لا نفيه من بلاد المسلمين درءا للمفسدة و الانقسام .لعل الفقيدة راشال كورى ، هي أكثر تمثيلا لبعض القيم الإسلامية و تصرفاتها الفعلية أبلغ تعبيرا عن الروح الإسلامية من شيخ قطر ، و بالمفهوم الإسلامي فقد أتت هذه المرأة بوقوفها في وجه الظلم الصهيوني بذلك الشكل الصارخ المعبر المستميت فعلا معبرا عن وجود قوة أخلاقية و ضمير متوهج لا نجده عند الكثير من ” المسلمين” بدليل هذا الصمت العربي المطبق و غزة تحت النار ، و مواجهة دبابة صهيونية متعنتة فاجرة بتلك الشجاعة لا يمكن أن تصدر إلا من شخص مؤمن بقضيته و بضرورة مواجهة الظلم الصهيوني ، بل لنقل بمنتهى الصراحة ، أن هذه السيدة الفاضلة قد تفوقت في تلك اللحظة العصيبة، التاريخية ، الفارقة ، على غالبية النساء العرب المتلهيات بالتبضع في لندن ، أو الغارقات في مواجهة نزوات هؤلاء القوم الرجال المكبوتون المتلهون بنصفهم الأسفل و كامل الوطن “الأعلى” يضيع ، بمنتهى الصراحة أيضا ، لقد وقفت هذه السيدة الفاضلة في وجه المنكر و نهت عنه ، و في تلك اللحظة أثبتت من حيث لا تشعر “للمسلمين” أنهم يكتفون فقط باعتناق الإسلام و يملكون شهادة “إسلامية” زائفة بينت الأحداث السابقة و اللاحقة أنها مزورة.يقول شيخ قطر ، أنه يجب على المسلمين و القوميين أن يتحدوا معا على الأقل لمواجهة إسرائيل ، هذا في الظاهر ، لكن الشيخ يسعى إلى تفتيت المسلمين بإلقاء الشبهة و العداوة بينهم و بين القوميين و بقية “الطوائف” الفكرية الأخرى ، و ما يحدث في سوريا ، مصر ، العراق ، تونس ، ليبيا أبلغ الأمثلة خاصة و أن هذا الرجل لا يستحى من القول بكونه عراب كل هذه الأزمات التي يسميها “بالربيع العربي” ، على الجانب الآخر وقوف الفقيدة في مواجهة دبابة صهيونية هو تعبير واضح عن وحدة الضمير مع وحدة القضية ، بل لنقل بصراحة مرة أخرى ، أن تلك السيدة قد اختزلت في تلك اللحظة كل القضية في شخصها و أن تلك الدبابة الغاشمة قد اختزلت كل مظاهر الاستعمار و الجبروت الصهيوني الأمريكي ، و نتساءل ، ماذا نفع ” إسلام” القرضاوى القضية الفلسطينية ، و لماذا تفوق ” إسلام” الفقيدة المناضلة على هذا الإسلام التايواني للشيخ القطري.